العشرة المبشرون بالجنة ؛ سيرهم الحميدة وفضائلهم النبيلة وأعمالهم المجيدة
تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن الصحابة العشرة الكبار: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وأبا عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص، المبشرين بالجنة، هم أفضل قريش وأفضل السابقين المهاجرين وأفضل البدريين، وأفضل أصحاب الشجرة، وسادة هذه الأمة في الدنيا ...والآخرة.
وهؤلاء الصحابة الأجلاء كانوا في الذؤابة من قومهم مجداً وشرفاً، ونسباً ومُمْتِداً، أصولاً وفروعاً، كما كانوا بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة من قوة الإيمان، ورسوخ اليقين، وشجاعة النفس، وبطولة الروح، وروعة المواقف، والجهاد المتواصل في المواقع الفاصلة في عصر النبوة وعهد الخلافة الراشدة.
وتنوعت مجالات العظمة ومنابع المكرمات وجلائل الأعمال وفضائل الخصال في هؤلاء العشرة السادة، وتركوا بصماتهم المشرفة في شتى جوانب الحضارة الإسلامية الزاهرة، وسطّروا في سنّي حياتهم؛ بل في أيامهم وساعاتهم أروع الملاحم الخالدة الصادقة، التي تشكّل معيناً لا ينضب للقدوة الصالحة والأسوة الحسنة في الحياة العامة والخاصة.
ويعتبر هؤلاء الأماجد من أخصب النماذج الحية في الإسلام، المليئة بالخصائص الإنسانية القوية التي تجلت في شخصياتهم آثار التربية الإسلامية على عين المربي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فكانوا في سيرتهم عنواناً على واقعية تلك التربية كما نزلت من السماء، وبرهاناً على جلالة الرسالة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتاريخ الإسلام من أوفر التواريخ حظاً من تلك النماذج الإنسانية العالية، ونماذجه من أوفر النماذج حظّاً في خصائص المُثُل العليا، التي تتمثل فيها مجموعة من الفضائل الكريمة الحية في القيادة والريادة، والعلم والعمل، والزهد والورع، والعطاء والبذل، والرأفة والرحمة، والفداء والخبرة"...
والإخلاص في السرّ والعلن، والحرص على سلامة المنهج... والإستمساك بُعرى العزة والأنفة، وإخضاع المتجبرين لسلطان الحق، وإقامة العدل، والحفاظ على حيوان البشر، وإنصاف المظلومين، وكسر جبروت القوى الضاغطة على كواهل المستضعفين.
لقد ازدحمت فترة تاريخية قصيرة في صدر الإسلام بحشدٍ من النماذج الإنسانية الفائقة في كل اتجاه، ولا بد من تعليل شامل لهذه الظاهرة، ولا مناص من اعتبار الفكرة الإسلامية بكل حيويتها وبكل فاعليتها سبباً رئيساً لهذا الإنبعاث!.
فعنصر الفكرة الإسلامية هو الجديد على هذه البيئة التي ازدحمت بهذا الحشد من النماذج الفريدة في تاريخ البشرية كلها، وعندئذ يتحتم على الباحث في تاريخ هذه الفترة، وعلى الدارس لهذه النماذج، أن يحسن إدراك الفكرة التي بعثت وجمعت هذه الثروة الضخمة من المواهب والعبقريات والكفايات، ولن يحسن إدراكها إلا من يدركها من الداخل بكيانه كله.
انطلاقاً من هذه المسلمات يأتي هذا الكتاب، الذي هو نتاج جهد المؤلف عبر فترة زمنية، إذ أنه سبق له أن كتب كتاباً كبيراً وترجم فيه للخلفاء الراشدين الأربعة، حيث تم له في ذاك الكتاب، أن فصل القول في سيرهم الطيبة، وأيام خلافتهم الراشدة، التي كانت على منهاج النبوة، ملقياً الضوء على حياتهم الماجدة وأعمالهم الخالدة، متوقفاً، مطوّلاً، عندما اعتمد النصف الثاني من عهد عثمان، وكامل عهد عليّ من فتن عاصفة، موضحاً وجه الحق في تلك الحقبة الصيبة، مميطاً اللثام عن الأيدي الخبيثة والنفوس الحاقدة التي عملت في الظلام على كيد الإسلام وأهله، فأثارت تلك الفتن، وتسببت في سفك هاتيك الدماء.
مضيفاً بأنه بالإضافة إلى ذاك المؤلَّف، الذي ترجم فيه للخلفاء الراشدين الأربعة، وما تم ذكره آنفاً حول ما ورد من مواضيع اشتمل عليها مؤلّفه ذاك، عهد إلى تأليف كتاب آخر (ثانٍ) عن الصحابة الستة الآخرين؛ تتمه العشرة المبشرين بالجنة، سالكاً المنهج نفسه في كتابه (الخلفاء الراشدون)، مسطّراً كتاباً حافلاً عن أولئك الستة الكرام رضي الله عنهم.
ليُطلب منه من ثم، كتابة مختصر موجز عن الخلفاء الأربعة، ليضمه إلى هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، لتلئتم بهذا العمل سيرة العشرة في كتاب واحد جامع حيث عمد في هذا الكتاب، ومن جديد، إلى كتابة سيرٍ ولكن مختصرة، وافية غير مخلّة للخلفاء الأربعة وأعمالهم في خلافتهم، ليضمها إلى سِيَرِ الصحابة الستة الكرام، ليكوّن هذا بمجمله مادة هذا الكتاب.
وتجدر الإشارة إلى من ابتغى التوسع في حياة الخلفاء الراشدين، ندوته كتاب المؤلف المستقل عنهم، والوارد ذكره آنفاً، ومن أراد بُلَغَةً عن حياتهم فسيجد بغيته في هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، مع تفصيل القول في حياة الصحابة الستة الآخرين وأعمالهم الماجدة المباركة. إقرأ المزيد