تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار العلم للملايين
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقال لليهود عبرانيون وعبريون من العبر، أي من عبور إبراهيم جدهم الأعلى نهر الفرات، وهم قد دعوا إسرائيليين وبني إسرائيل نسبة إلى إسرائيل بني الله وهو يعقوب فأطلق الاسم على جميع الأسباط في عقبه ثم على فئة منهم إلى أن انقرضت خصمهم الاسم جميعاً. ويقال لهم أيضاً "هود" و"هاودا" ...وقد تغلبت كلمة (يهود) عليهم وأصلها (يهوذا) وهم سبط من أسباط بني إسرائيل سموا بهذا الاسم تمييزاً لهم عن الأسباط العشرة الذين سموا (إسرائيل) إلى أن تشتت الأسباط وأسر يهوذا فمن ثم دعي جميع نسل يعقوب (يهودا). ويهوذا جد هذا السبط وهو رابع أولاد يعقوب. ومعنى هاد، يهود، هوداً، وتهوّد: تاب ورجع إلى الحق، في القرآن (أنا هدنا إليك) أي تبنا إليك، وسميت اليهود اشتقاقاً من هادوا أي تابوا وأطلق القرآن عليهم عبارة (أهل الكتاب) وهي لا تعني أنهم أصحاب علم بالكتابة وإنما المراد بذلك أنهم أهل كتاب سماوي منزّل وهو التوراة.
وقد تحدث القرآن الكريم عنهم في مواطن كثيرة وفي هذا الكتاب تحليل علمي لنصوص القرآن في اليهود على ضوء الأحداث الحاضرة مع قصص أنبياء الله إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام حيث قام المؤلف بعرض ما ورد في القرآن من آيات في شأن اليهود تصور طبائعهم ونفوسهم أصدق تصوير. كما وجد المؤلف أن بحثه عن اليهودية لا تتم فصوله ولا يستقيم معناه إلا إذا أردفه ببضع دراسات لها علاقة وثيقة ببحثه عن اليهودية فاختار قصص الأنبياء الثلاثة إبراهيم وموسى عليهم السلام واختيار المؤلف لقصص هؤلاء الأنبياء كان موفقاً جداً: فإبراهيم هو أبو الأنبياء وجدّ اليهود والنصارى والمسلمين وهو الصلة الروحية التي تجمع بين هذه الأديان الثلاثة.
أما يوسف عليه السلام فسيرته مليئة بالعبر والعظات الباهرة والأحداث المثيرة ويتراءى لنا ذلك عند غدر اخوته به ثم انتقاله إلى مصر وما جرى له فيها من حوادث كان أبرزها أن أصبح وزير الملك. وأما موسى عليه السلام فهو بني اليهود الأكبر وهو مخلصهم من الاضطهاد الفرعوني وهو الذي أنزلت عليه التوراة، ولذلك فإن له مكانة رفيعة عند اليهود. والمؤلف حين استعرض حياة هؤلاء الأنبياء لم يغفل أن يبرز مواطن العظمة في سلوكهم ومنهج حياتهم مما يصح أن يتخذ مثالاً وقدوة للناس في كافة العصور.
كما أنه أثناء عرضه قصة يوسف وموسى صور لنا البيئة اليهودية وما فيها من كبد وجحود وعصيان. وقد كانت للدروس والعبر التي استخلصها المؤلف من قصص هؤلاء الأنبياء روعة فقد أظهر أن القرآن الكريم لم يكن في قصصه مؤرخاً وراويا، بل واعظاً ومرشداً من يجعل له ميزة خاصة يغزو بها عن التوراة. كما أن المؤلف كان جل اهتمامه منصباً على الآيات القرآنية المتعلقة ببحثه يشرحها شرحاً وافياً مبسطاً يبين مواطن الإعجاز العلمي والأدبي ليظهر أن القرآن وحي إلهي. إقرأ المزيد