تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: شركة الأعلمي للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:في "الأجنحة المتكسرة" التي صدرت في نيويورك بعد "الأرواح المتمردة" بأربع سنوات، يروي جبران قصة حبه الأول يوم كان ما يزال طالباً في بيروت، ويرويها بأسلوب شعري، ووجداني، مشبع بروح التقديس للحب. لقد حاول جبران في الأجنحة المتكسرة أن يكتب أكثر من قصة حاول أن يكتب رواية.
سلمى كرامة فتاة ...في مستهل الشباب وليس من النساء من تماثلها رقة وجمال، وهي وحيدة والدها الذي يحبها حتى العبادة وهو صديق قديم لوالد جبران، وصداقته للوالد جلبت الولد إلى بيته حيث عرف سلمى، فتمكن الحب بين قلبه وقلبها من اللحظة الأولى...
إلا أن المطران طلب سلمى لابن أخيه، فما كان من الوالد إلا أن رد بالإيجاب من غير أن يستسشير ابنته. ولا كان من الابنة إلا أن أجابت والدها بنعم من غير أن تأخذ رأي حبيبها في الأمر.
وكان زواج وكان شقاء، وكانت مأساة ملؤها التفجع والتوجع وتبادل الشكوى الشعرية والفلسفية بين الحبيبين اللذين راحا يلتقيان خلسة في هيكل مهجور لعشتروت. ثم مات الوالد المستسلم استسلاماً أعمة لمشيئة المطران. وهو على فراش الموت يوصي الوالد ابنته فيقول: "لا تدعوا كاهناً إلى جانب فراشي لأن تعازيمه لا تكفر عن ذنوبي إن كنت خاطئاً ولا تسرع بي إلى الجنة إن كنت باراً".
وخشيت سلمى على حبيبها من أن يعلم الناس بما بينهما فيسلقوه بألسنتهم، ولذلك عزمت أن تضحي بالمحبة المحدودة في سبيل غير المحدودة، فتوقفت عن زياراتها السرية للهيكل المهجور.
وحملت سلمى بعد عقم ووضعت غلاماً عند الفجر ما لبث أن قضى نحبه عند شروق الشمس، وما لبثت أمه أن لحقت به.
نجد في هذه القصة شحوباً مرده إلى طغيان الحوار والحديث عن الحركة والموقف. والخيال على الواقع. ففي الحديث بريق من الفن والفلسفة ينسيك ما فيه من تصنع ويعوض عن قلة الحركة إلى حد بعيد، وفي الخيال صروح من الجمال تكفر عن استهتاره بالواقع. إقرأ المزيد