لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 21,150

تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء
30.00$
الكمية:
تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار الخزامى للنشر والتوزيع، دار دجلة ناشرون وموزعون
النوع: ورقي غلاف كرتوني
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ليس للمخطوط الذي نحن بصدده مقدمة، أو خاتمة، كما هو معتاد في مثله، وإنما هو يبدأ فجأة بذكر أحداث السنين التي يعنى بتسجيلها، وينتهي بالطريقة نفسها، ويرجع ذلك إلى أن المؤلف لم يعن بإخراج كتابه بصورته الأخيرة، أو أنه لم يبيضه أصلاً، وبذلك فإنه أجل وضع عنوان محدد له ...لحين الانتهاء منه تماماً، وهو ما لم يحدث قط.
وثمة عدة قرائن تدل على أنه من تأليف المؤرخ البصري -أو الزبيري على وجه أدق- عبد الله بن إبراهيم الغملاس، الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر، والثلث الأول من القرن العشرين، وأهم تلك القرائن، أن المؤلف أشار إزاء عدد من الأخبار التي ساقها إلى مختصرات لعناوين كتب يظهر أنه كان ينوي تأليف بعضها، أو أنه شرح -أو أنجز- تأليف بعضها فعلاً.
والكتاب الذي بأيدينا هو أحد تلك المؤلفات المهمة، في المادة التاريخية، وفيه نزاهة ملحوظة في تقويمه الأحداث التي يؤرخها، نظراً لما اتسم من دقة في الملاحظة، ووضوح في العرض، وسعة في تسجيل حقبة حافلة من تاريخ الزبير والبصرة وبعض المدن والقصبات المجاورة الأخرى، عاشها المؤلف بنفسه، وشاهد بأم عينيه مجريات حوادثها، واتصل بمعظم رجالها من ساسة وزعماء وشيوخ قبائل وشعراء وأئمة وزهاد وغيرهم.
وأخبار الكتاب مرتبة على طريقة الحوليات التقليدية، فهو يبتدئ بحوادث سنة 1300هـ/1882م، وينتهي عند السنة 1332هـ/1914م ولا ندري ما إذا كان ثمة قسم من الكتاب، تال لهذه السنة، قد فقد وضاعت معه أخبار السنين اللاحقة، ومما يرجح هذا الزعم أن المؤلف أشار في كتابه إلى تاريخ تأليفه إياه، وهو سنة 1348هـ-1929م. أي بعد ستة عشر عاماً من نهاية ما سجلته مخطوطة الكتاب نفسها، فإن لم يكن شيء قد ضاع من المخطوطة فعلاً، فلا يبق لنا إلا افتراض أن المؤلف عاد إلى أوراقه وبطاقاته التي دون فيها تفاصيل حوادث تلت القرن الأخير الذي سبق الاحتلال البريطاني لوطنه، فجمع منها تاريخه المذكور بعد تلك السنوات التي مرت على انتهاء الحوادث وانقضاء صفحتها.
ويكشف تحليل معلومات الكتاب، عن أن المحور الرئيس الذي تدور حوله أخباره، هو تاريخ الزبير، فتصل نسبة ما يشغله هذا التاريخ 82.60 بالمائة، بينما تشغل أخبار البصرة، على أهميتها الإدارية والسياسية بالنسبة للبلدة المذكورة 8.3 بالمائة منه، وتأتي مدينة الكويت في المرتبة التالية من اهتمام المؤلف، إذ يبلغ ما ساقه من أخبارها 4.4 بالمائة من سائر الكتاب، وثمة نواح وقصبات أخرى، مثل سوق الشيوخ والشعيبة وحائل تشغل جميعاً 4.4 بالمائة منه.
ويدل هذا التحليل على أن أكثر من أربعة أخماس الكتاب يعتمد أساساً على الشهادة الفعلية للحوادث، فالزبير هي موطن المؤلف، وناسها أهله ومعارفه، وهي من صغر المساحة آنذاك ما يكفيه الاعتماد على إطلاعه الشخصي أو سماعه الأخبار من شهود العيان مباشرة، ولذا فإنه لم يجد ضرورة تدعوه إلى تسجيل أسماء رواته غالباً، إلا إذا انفرد بذكر رواية خاصة مما لم يصل خبرها إليه بطريق التواتر، كنقله خبراً من الشيخ محمد العسافي، فيه تفصيلات عن حوادث جرت لأبيه، وأما ما خلا ذلك فإنه يكتفي بالقول "هكذا سمعناه من الأفواه" أو نحو ذلك من عبارات.
وبوسعنا أن نعد كتاب ابن الغملاس هذا مصدراً أصيلاً وفريداً في دراسة الحياة الاجتماعية، بجوانبها المتعددة، لثلاث مدن رئيسية من مدن حوافي البادية، هي الزبير والبصرة والكويت، سيكون لها شأن فيما بعد، في خلال حقبة تاريخية مهمة اتسمت بتوسع الصلات التجارية، وتحسن النشاط الاقتصادي، وتزايد الهجرة من البادية إلى المدن، وبدء تشابك العلائق الاجتماعية بين سكان تلك النواحي من جهة، وبينهم وبين سكان المدن والقصبات المجاورة من جهة أخرى.
وعناية ابن الغملاس بتفصيلات هذا الجانب عميقة وواسعة، لكنها لم تأت متوزعة على المدن التي كتب عنها بالتساوي، فبينما تشغل هذه التفصيلات 45.4 بالمائة مما كتبه عن هذه المدينة، وتنخفض هذه النسبة فيما يتصل بالكويت إلى 7 بالمائة فقط، ونحو 3.6 عند الكلام على المدن والقصبات الأخرى، وبالمقابل، فإن نسبة التفصيلات ذات الطابع السياسي والإداري تزداد بصفة عكسية عند حديثه على تلك المدن، حتى تصل إلى نحو نصف كلامه على البصرة، وثلاثة أربع ما كتبه عن الكويت، والمدن المجاورة الأخرى.
ويتضمن كلام المؤلف على هذا الجانب، معلومات مهمة ودقيقة عن الرجال الذين عاصروه، من القضاة والأئمة والتجار والعلماء والصوفية والموظفين وزعماء القبائل وأمراء النواحي والأدباء والشعراء العاميين الآخرين، كما يحتوي على أخبار الأسر العديدة التي استوطنت الزبير والبصرة، وعانت فيها نشاطها الاجتماعي والاقتصادي، فمن الأسر التي ترددت أخبارها في ثنايا الكتاب: آل الزهير، وآل الراشد، وآل مصيقر، وآل الخشيرم، وآل القرطاس، وآل المنديل، وآل باش أعيان، وآل العسافي، وآل الغنام، وآل الصبيح، وآل هلال، وآل بسام، وآل الصائغ، وآل الشبلي وغيرهم.
وفي الكتاب معلومات دقيقة عن التحركات الأسرية والعشائرية بين مدن تلك النواحي، ورصد للهجرات المستمرة آنذاك من البادية إلى المدينة وتواريخ استيطانها فيها، والعلاقات بين الأسر المهاجر والمستقرة، وبينها وبين من تبقى منها في مواطنها الأولى، ودور القبائل الكبيرة المقيمة على حوافي المدن في مجريات الحياة الحضرية، وطبيعة نشاطاتها الاجتماعية والاقتصادية، وصلاتها بالقوى الاجتماعية السائدة في مدنها، فمن تلك القبائل التي ترددت أسماؤها في ثنايا الكتاب، المنتفق، والظفير (الضفير) والدواسر، وفيه أيضاً أسماء زعمائها وأخبارهم.
ويحفل الكتاب بصورة شائقة عن الحياة العائلية لأهل تلك المدن، وبخاصة الزبير والبصرة والكويت، بما تشمله من زواج ومصاهرات وطلاق وعلاقات اجتماعية وعاطفية أحياناً، وأخبار بعض النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية نافعة، ومن ولد في تلك السنين من أولاد، ومن توفي فيها، واهتمامات الناس العامة، وبخاصة الثقافية منها والعلماء الذين أثروا في توجيه تلك الاهتمامات، والعوامل التي أدت إلى تشجيعها، مثل تأسيس مطبعة رسمية، هي الأولى من نوعها في البصرة، ووصول أولى المجلات إلى الزبير، واتصال أهل المدن المذكورة ببعض مبتكرات الحضارة الحديثة آنذاك، بخاصة وسائل النقل الصناعية، مثل عربات السكة الحديد التي تجرها الخيول (الكاري) والسيارة (الموتوركار).
هذا ولم يغفل ابن الغملاس وهو يسجل حوادث مدينته الاقتصاجية والعمرانية والسياسية والإدارية أن يشير إلى أبرز الظواهر الطبيعية التي مرت على البلاد في عهده، من أوبئة وآفاق زراعية ونحوهما، بما يشبه وضع اللسمات الأخيرة للصورة التي رسمها لتلك الحقبة. من ذلك كلامه على وباء داهم سوق الشيوخ وامتد إلى الزبير والبصرة سنة 1306هـ/1888م، وهجوم الجراد الكثير وأكله الزروع في سنة 1307هـ/1889م، وحدوث الغرق "الذي لم يعهد مثله" في سوق الشيوخ والبصرة سنة 1313هـ/1895م، وتبلغ نسبة ما كتبه عن هذه الظواهر فيما يتعلق بالزبير 2 بالمائة، وبالبصرة 8.2 بالمائة، وفي الكتاب، فضلاً عما تقدم، أخبار مفرقة عن أمور مختلفة مما لا يدخل ضمن الجوانب المذكورة، وهي لا تخلو من نفع لمؤرخ تلك الحقبة ودارسها، تصل إلى 2 بالمائة عن الزبير، و17.2 عن البصرة، و7.1 عن المدن والنواحي الأخرى.
والكتاب بعد هذا كله، خير شاهد على لغة عصره، بما حفل به من تراكيب ومصطلحات وألفاظ عامية كانت شائعة على ألسن أهل ذلك الزمان، من بدو وحضر، وهو أمر يزيد في أهميته بوصفه يقدم مادة غنية تصلح لدراسة لغة تلك النواحي في أواخر العصر العثماني، وفيها ألفاظ ومصطلحات وأمثال عبرت عن روح العصر وطبيعة مؤثراته.
وقد اتبع في تحقيق هذا الكتاب الخطوات الآتية: 1-حافظ المحقق على النص، فلم يمسه بتغيير، إلا في حالات قليلة بيّنها، وهكذا فإنه أبقاه على أسلوبه وألفاظه وأخطائه أيضاً. 2-عرف باختصار بأكثر ما ورد فيه من مواقع، ومنها مساجد وقصور وقرى ومعالم مختلفة. 3- شرح ما ورد في النص من كلمات عامية، أو مصطلحات عثمانية ومفردات دخيلة أخرى. 4-عرف ببعض أعلام الناس، مما وقف لهم على ترجمة، وأكثرهم شخصيات محلية من أهل موطنه الزبير، لم يترجم لهم أحد.
وأخيراً فهذا نص فريد، احتوى على تفاصيل جديدة، عن بقعة مهمة من وطننا العربي، كان لها دور سياسي واجتماعي في حقبة حافلة بالأحداث والمتغيرات، نضعه بين يدي الباحثين والقراء عامة.

إقرأ المزيد
تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء
تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 21,150

تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار الخزامى للنشر والتوزيع، دار دجلة ناشرون وموزعون
النوع: ورقي غلاف كرتوني
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:ليس للمخطوط الذي نحن بصدده مقدمة، أو خاتمة، كما هو معتاد في مثله، وإنما هو يبدأ فجأة بذكر أحداث السنين التي يعنى بتسجيلها، وينتهي بالطريقة نفسها، ويرجع ذلك إلى أن المؤلف لم يعن بإخراج كتابه بصورته الأخيرة، أو أنه لم يبيضه أصلاً، وبذلك فإنه أجل وضع عنوان محدد له ...لحين الانتهاء منه تماماً، وهو ما لم يحدث قط.
وثمة عدة قرائن تدل على أنه من تأليف المؤرخ البصري -أو الزبيري على وجه أدق- عبد الله بن إبراهيم الغملاس، الذي عاش في أواخر القرن التاسع عشر، والثلث الأول من القرن العشرين، وأهم تلك القرائن، أن المؤلف أشار إزاء عدد من الأخبار التي ساقها إلى مختصرات لعناوين كتب يظهر أنه كان ينوي تأليف بعضها، أو أنه شرح -أو أنجز- تأليف بعضها فعلاً.
والكتاب الذي بأيدينا هو أحد تلك المؤلفات المهمة، في المادة التاريخية، وفيه نزاهة ملحوظة في تقويمه الأحداث التي يؤرخها، نظراً لما اتسم من دقة في الملاحظة، ووضوح في العرض، وسعة في تسجيل حقبة حافلة من تاريخ الزبير والبصرة وبعض المدن والقصبات المجاورة الأخرى، عاشها المؤلف بنفسه، وشاهد بأم عينيه مجريات حوادثها، واتصل بمعظم رجالها من ساسة وزعماء وشيوخ قبائل وشعراء وأئمة وزهاد وغيرهم.
وأخبار الكتاب مرتبة على طريقة الحوليات التقليدية، فهو يبتدئ بحوادث سنة 1300هـ/1882م، وينتهي عند السنة 1332هـ/1914م ولا ندري ما إذا كان ثمة قسم من الكتاب، تال لهذه السنة، قد فقد وضاعت معه أخبار السنين اللاحقة، ومما يرجح هذا الزعم أن المؤلف أشار في كتابه إلى تاريخ تأليفه إياه، وهو سنة 1348هـ-1929م. أي بعد ستة عشر عاماً من نهاية ما سجلته مخطوطة الكتاب نفسها، فإن لم يكن شيء قد ضاع من المخطوطة فعلاً، فلا يبق لنا إلا افتراض أن المؤلف عاد إلى أوراقه وبطاقاته التي دون فيها تفاصيل حوادث تلت القرن الأخير الذي سبق الاحتلال البريطاني لوطنه، فجمع منها تاريخه المذكور بعد تلك السنوات التي مرت على انتهاء الحوادث وانقضاء صفحتها.
ويكشف تحليل معلومات الكتاب، عن أن المحور الرئيس الذي تدور حوله أخباره، هو تاريخ الزبير، فتصل نسبة ما يشغله هذا التاريخ 82.60 بالمائة، بينما تشغل أخبار البصرة، على أهميتها الإدارية والسياسية بالنسبة للبلدة المذكورة 8.3 بالمائة منه، وتأتي مدينة الكويت في المرتبة التالية من اهتمام المؤلف، إذ يبلغ ما ساقه من أخبارها 4.4 بالمائة من سائر الكتاب، وثمة نواح وقصبات أخرى، مثل سوق الشيوخ والشعيبة وحائل تشغل جميعاً 4.4 بالمائة منه.
ويدل هذا التحليل على أن أكثر من أربعة أخماس الكتاب يعتمد أساساً على الشهادة الفعلية للحوادث، فالزبير هي موطن المؤلف، وناسها أهله ومعارفه، وهي من صغر المساحة آنذاك ما يكفيه الاعتماد على إطلاعه الشخصي أو سماعه الأخبار من شهود العيان مباشرة، ولذا فإنه لم يجد ضرورة تدعوه إلى تسجيل أسماء رواته غالباً، إلا إذا انفرد بذكر رواية خاصة مما لم يصل خبرها إليه بطريق التواتر، كنقله خبراً من الشيخ محمد العسافي، فيه تفصيلات عن حوادث جرت لأبيه، وأما ما خلا ذلك فإنه يكتفي بالقول "هكذا سمعناه من الأفواه" أو نحو ذلك من عبارات.
وبوسعنا أن نعد كتاب ابن الغملاس هذا مصدراً أصيلاً وفريداً في دراسة الحياة الاجتماعية، بجوانبها المتعددة، لثلاث مدن رئيسية من مدن حوافي البادية، هي الزبير والبصرة والكويت، سيكون لها شأن فيما بعد، في خلال حقبة تاريخية مهمة اتسمت بتوسع الصلات التجارية، وتحسن النشاط الاقتصادي، وتزايد الهجرة من البادية إلى المدن، وبدء تشابك العلائق الاجتماعية بين سكان تلك النواحي من جهة، وبينهم وبين سكان المدن والقصبات المجاورة من جهة أخرى.
وعناية ابن الغملاس بتفصيلات هذا الجانب عميقة وواسعة، لكنها لم تأت متوزعة على المدن التي كتب عنها بالتساوي، فبينما تشغل هذه التفصيلات 45.4 بالمائة مما كتبه عن هذه المدينة، وتنخفض هذه النسبة فيما يتصل بالكويت إلى 7 بالمائة فقط، ونحو 3.6 عند الكلام على المدن والقصبات الأخرى، وبالمقابل، فإن نسبة التفصيلات ذات الطابع السياسي والإداري تزداد بصفة عكسية عند حديثه على تلك المدن، حتى تصل إلى نحو نصف كلامه على البصرة، وثلاثة أربع ما كتبه عن الكويت، والمدن المجاورة الأخرى.
ويتضمن كلام المؤلف على هذا الجانب، معلومات مهمة ودقيقة عن الرجال الذين عاصروه، من القضاة والأئمة والتجار والعلماء والصوفية والموظفين وزعماء القبائل وأمراء النواحي والأدباء والشعراء العاميين الآخرين، كما يحتوي على أخبار الأسر العديدة التي استوطنت الزبير والبصرة، وعانت فيها نشاطها الاجتماعي والاقتصادي، فمن الأسر التي ترددت أخبارها في ثنايا الكتاب: آل الزهير، وآل الراشد، وآل مصيقر، وآل الخشيرم، وآل القرطاس، وآل المنديل، وآل باش أعيان، وآل العسافي، وآل الغنام، وآل الصبيح، وآل هلال، وآل بسام، وآل الصائغ، وآل الشبلي وغيرهم.
وفي الكتاب معلومات دقيقة عن التحركات الأسرية والعشائرية بين مدن تلك النواحي، ورصد للهجرات المستمرة آنذاك من البادية إلى المدينة وتواريخ استيطانها فيها، والعلاقات بين الأسر المهاجر والمستقرة، وبينها وبين من تبقى منها في مواطنها الأولى، ودور القبائل الكبيرة المقيمة على حوافي المدن في مجريات الحياة الحضرية، وطبيعة نشاطاتها الاجتماعية والاقتصادية، وصلاتها بالقوى الاجتماعية السائدة في مدنها، فمن تلك القبائل التي ترددت أسماؤها في ثنايا الكتاب، المنتفق، والظفير (الضفير) والدواسر، وفيه أيضاً أسماء زعمائها وأخبارهم.
ويحفل الكتاب بصورة شائقة عن الحياة العائلية لأهل تلك المدن، وبخاصة الزبير والبصرة والكويت، بما تشمله من زواج ومصاهرات وطلاق وعلاقات اجتماعية وعاطفية أحياناً، وأخبار بعض النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية نافعة، ومن ولد في تلك السنين من أولاد، ومن توفي فيها، واهتمامات الناس العامة، وبخاصة الثقافية منها والعلماء الذين أثروا في توجيه تلك الاهتمامات، والعوامل التي أدت إلى تشجيعها، مثل تأسيس مطبعة رسمية، هي الأولى من نوعها في البصرة، ووصول أولى المجلات إلى الزبير، واتصال أهل المدن المذكورة ببعض مبتكرات الحضارة الحديثة آنذاك، بخاصة وسائل النقل الصناعية، مثل عربات السكة الحديد التي تجرها الخيول (الكاري) والسيارة (الموتوركار).
هذا ولم يغفل ابن الغملاس وهو يسجل حوادث مدينته الاقتصاجية والعمرانية والسياسية والإدارية أن يشير إلى أبرز الظواهر الطبيعية التي مرت على البلاد في عهده، من أوبئة وآفاق زراعية ونحوهما، بما يشبه وضع اللسمات الأخيرة للصورة التي رسمها لتلك الحقبة. من ذلك كلامه على وباء داهم سوق الشيوخ وامتد إلى الزبير والبصرة سنة 1306هـ/1888م، وهجوم الجراد الكثير وأكله الزروع في سنة 1307هـ/1889م، وحدوث الغرق "الذي لم يعهد مثله" في سوق الشيوخ والبصرة سنة 1313هـ/1895م، وتبلغ نسبة ما كتبه عن هذه الظواهر فيما يتعلق بالزبير 2 بالمائة، وبالبصرة 8.2 بالمائة، وفي الكتاب، فضلاً عما تقدم، أخبار مفرقة عن أمور مختلفة مما لا يدخل ضمن الجوانب المذكورة، وهي لا تخلو من نفع لمؤرخ تلك الحقبة ودارسها، تصل إلى 2 بالمائة عن الزبير، و17.2 عن البصرة، و7.1 عن المدن والنواحي الأخرى.
والكتاب بعد هذا كله، خير شاهد على لغة عصره، بما حفل به من تراكيب ومصطلحات وألفاظ عامية كانت شائعة على ألسن أهل ذلك الزمان، من بدو وحضر، وهو أمر يزيد في أهميته بوصفه يقدم مادة غنية تصلح لدراسة لغة تلك النواحي في أواخر العصر العثماني، وفيها ألفاظ ومصطلحات وأمثال عبرت عن روح العصر وطبيعة مؤثراته.
وقد اتبع في تحقيق هذا الكتاب الخطوات الآتية: 1-حافظ المحقق على النص، فلم يمسه بتغيير، إلا في حالات قليلة بيّنها، وهكذا فإنه أبقاه على أسلوبه وألفاظه وأخطائه أيضاً. 2-عرف باختصار بأكثر ما ورد فيه من مواقع، ومنها مساجد وقصور وقرى ومعالم مختلفة. 3- شرح ما ورد في النص من كلمات عامية، أو مصطلحات عثمانية ومفردات دخيلة أخرى. 4-عرف ببعض أعلام الناس، مما وقف لهم على ترجمة، وأكثرهم شخصيات محلية من أهل موطنه الزبير، لم يترجم لهم أحد.
وأخيراً فهذا نص فريد، احتوى على تفاصيل جديدة، عن بقعة مهمة من وطننا العربي، كان لها دور سياسي واجتماعي في حقبة حافلة بالأحداث والمتغيرات، نضعه بين يدي الباحثين والقراء عامة.

إقرأ المزيد
30.00$
الكمية:
تاريخ الزبير والبصرة مع إشارات إلى تاريخ الكويت والإحساء

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

ترجمة: عماد عبد السلام رؤوف
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 240
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين