تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:إذا ما قلبنا صفحات تاريخ الإسلام عبر عصوره المختلفة فلا نكاد نقف على عظيم ممن زلت لهم النواصي، أو عالماً استنارت بعلمه القلوب والعقول إلا وينزع بعرقه وخلقه إلى أم عظيمة صنعت من ولديها رجلاً عالماً ليكون لها بعلمه وصلاحه امتداداً لعمرها القصير عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ..."إذا مات ابن آدم انقطع عمله إى من ثلاثة أشياء، صدقة جارية أو علم ينتفع به بعده أو ولد صالح يدعو له" فلقد غرس الإسلام في نفس المرأة المسلمة عبر العصور المختلفة التطلع للآخرة، وأن تجعل من الدنيا مزرعة لها فتجتهد في تربية صغارها تربية إسلامية تجعلها جنوداً يحملون الإسلام في قلوبهم وينشرون نوره في القلوب والعقول. فالعلم كالماء فيه حياة القلوب، وبالعلم ينال الناس الخير والحياة والنور كما سبق في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد صنعت المرأة المسلمة أماً وأختأً وزوجة علماء عاملين تعلو بذكر سيرتهم الهمة ويزداد العزم على العودة بالأمة الإسلامية إلى مكانتها القيادية عبر العصور، في كل مجالات الحياة وخاصة مجال العلم الرباني الذي يخرج الله بنوره البشر من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراطه المستقيم.
فهؤلاء النساء اللاتي صنعن أمثال البخاري والشافعي لم يذكرهن التاريخ بأسمائهن في كل المصادر التي بين أيدينا، ولكن ظهرت شخصياتهن واضحة جلية في شخصية أولادهن العلماء الذين كانت لهم تلك النساء قوة دافعة لطلب العلم والتضحية في سبيل نصرة الإسلام ونشر نوره عبر الآفاق، وعبر هذه الرسالة نجد الأم المسلمة تدفع بابنها إلى حلقات العلم دفعاً وكأنها ساحة جهاد، ونجدها تقول له كلمات خالدة سجلها لنا التاريخ عبر صفحاته، فمع هذه الكلمات المضيئة يظهر دور الأم المسلمة في إعلاء همة الشباب لحمل راية الإسلام وإظهار صورته الشفافة النقية من خلال سيرة العلماء العطرة التي تفوح بنبض الإسلام وعطره.
ولهذا فقد تناوب الباحث في هذا الكتاب شخصيات العلماء اللاتي صنعتهم النساء بشيء من التفصيل، لعله يسهم في رفع همة الشباب. إقرأ المزيد