سير أعلام النبلاء (شاموا)
(0)    
المرتبة: 201,389
تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ديوان عظيم من دواوين الإسلام عكس اهتمام الذهبي بسير وتراجم الأعلام بعد أن قدم "تاريخ الإسلام" ولم يقصر اهتمامه فيهما على أتباع المذهب، بل شملا الجميع ممن نبه ذكرهم، جمع فيه شتات ما تفرق في كتب التاريخ لمن سبقه، ففي حين اختص تاريخ بغداد وتاريخ دمشق وسواهما من كتب ...التاريخ والتراجم على البلد الواحد أو الصنف الواحد من العلماء حاول الذهبي استقصاء سير من سبقه من العباد الصالحين والعباد وقادة الجهاد سواء العسكريين أو التربويين، لأنه كان يرى، كالكثيرين من السلف الصالحن أن الحديث عن الصالحين يساعد على الاقتداء بهم والسير على خطاهم، فاتخذ الذهبي سيرة كل منهم للنفاذ إلى غايته في الحديث عن العبادة ومتفرعاتها من التهجد، ومراقبة النفس ومحاسبتها والخوف من يوم الحساب، والرجال والتوكل، والزهد وشدة الورع وسوى ذلك عارضاً لذلك بالحديث عن العلماء والزهاد، ناقلاً لأقوالهم.
والكتاب يعكس طول باع الذهبي في علم الجرح والتعديل، وكذلك الدراية في علم الحديث وتفصيل الصحيح والحسن والضعيف منه، فلا مبالغة في القول إن هذا الديوان يفيد العلم والأدب والتربية الروحية والخلفية.
رتب الذهبي الكتاب على أربعين طبقة تقريباً متبعاً فيه نهج أسلافة حيث إن هذا النوع من الترتيب هو ترتيب إسلامي أصيل كان معروفاً لدى الحديث عن الصحابة والشعراء والعلماء، وكتب الطبقات معروفة وكثيرة في تراثنا، ولا نريد هنا أن نستوفي الحديث عن هذا الجانب لأن ذلك مما يخرجنا عن هدف هذه النبذة الموجزة، وكي لا نكرر ما قاله سوانا عن دراسة منهج الذهبي في كتابه، وحسبنا الإشارة إلى غاية الذهبي في اختياره للأعلام، وكيف أنه شمل أنواع العلماء في المكان الواحد واستوفى ذلك حسب ما توفر لديه من مصادر عددها في مقدمته استفاد منها في وضع ديوانه هذا بالإضافة إلى الحديث عمن عاصره، ولا ننسى الإشارة إلى التفاوت بين طول ترجمة وأخرى حسب ما يرى ذلك ضرورياً، على أنه التزم منهجاً موحداً، تقريباً، في عرض التراجم.
والسير لا تلخو من نقد يبثه الذهبي وهو يعرض للمترجم لعم، سواء من ناحية إصدار الحكم على المترجمين أو على صحة وضعف الأحاديث والروايات، ولم ينس رجال السند فقد تناول بعضهم بالحديث وأخيراً لم يسلم متن الرواية من نقد، وهذا كله يعكس الثقافة العالية والنظرة الثاقبة في الأمور لدى الذهبي، على أنه لم يبخس المترجمين حقهم، فيورد ما يقال فيهم سواء بالموافقة أو المخالفة لهم متوخياً بذلك إعطاء صورة واضحة عن مكانة المترجم لهم.
وضع الذهبي كتاب السير بعد تأليفه لتاريخ الإسلام وللكثير من كتب التراجم عن رجال بارزين ولكنه لم يكرر ما كان وضعه، بل عمد إلى الإضافة والتعديل مما يظهر أنه أعاد النظر في بعض ما كتب فزاد فيها وصحح ما كان قرره سابقاً. والكتاب يعكس الحركة الفكرية التي كانت سائدة أيام الذهبي وقبله، مما يضفي على الكتاب أهمية خاصة لأنه يغطي كل المدة الزمنية التي امتدت من ظهور الإسلام حتى أواسط القرن الثامن الهجري، وكذلك الحياة الاجتماعية التي تواترت على المجتمع الإسلامي في بقعة مترمية الأطراف متنوعة الروافد الحضارية. إقرأ المزيد