تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب ليس تلخيصاً للسيرة الكبيرة التي وضعتها آني كوهن سولال عن سارتر، والتي ترجمت إلى العديد من اللغات، ما عدا العربية. ولذلك يبدو خيار ترجمة هذا الكتاب في هذه السلسلة عملاً جيداً. فسارتر يأتي في مقدمة الفلاسفة المعاصرين الذين شغلوا أكثر من حيز. إليه يعود الفضل في نشر ...الوجودية في فرنسا ومنها إلى أنحاء أخرى بعد أن تعرف إليها في فترة الأسر في ألمانيا، وبعد أن نقل خطوطها ومعالمها إلى بلده ليجعل منها ليس فلسفة وحسب، بل نمط حياة. وفي السياسة سيكون سارتر مع قلة التزامه الحزبي إنساناً سريع التقلب، لكنه واضح الخط. بل إنه بدأ حياته كما نطلع هنا على جانب من سيرته من خط مغاير بل شخصي لم يكتب له النجاح الطويل، لكنه أثر فيه طيلة حياته.
ولأن واضعة هذا الكتاب قد تعقبت كل المراحل الأولى فهي لم تنس أن تبرز خيط، أو خيوط، النشأة الأولى، وبسبب إيمانها النابع بتأثير الطفولة المبكرة على شباب وعلى حياة سارتر. لكن ذلك ليس الأهم، حيث بدأت المؤلفة من الأخير من موقف العالم المعاصر من سارتر بعد غيابه بسنوات. والموقف هذا يتعدى بلده فرنسا ليصار إلى قياسه في أماكن ومطارح أخرى. فتشير المؤلفة إلى تنقلات سارتر المتعددة في مراحل مراهقته وشبابه، وتشير إلى طريقة فهمه للفلسفة وكيفية تعلميها. كما تشير أيضاً إلى صداقاته ومعارفه، وتجمع لذلك شهادات نادرة، متعقبة الأقارب والأهل والجيران والأساتذة الذين صادقوه معه أو ناصبوه بعضاً من عداء. كما تجمع شهادة طلابه وتلامذته حيث حل معلماً، وحيث حاول إنزال الفلسفة من علياء الكتب إلى عقول الطلاب الذين أعجبوا بطريقة تدريسه.
بعد ذلك تشير الكاتبة إلى مراحل لاحقة من حياته، إلى الحقبة الأميركية وتأثره بالرواية الأميركية ونقل صورها إلى الأدب الفرنسي، وامتهانه كتابة القصص والروايات بعد ذلك. وصولاً إلى المرحلة السياسية النضالية إلى حد ما.
إلا أن السمة الغالبة على هذا الكتاب هي الاهتمام بالجانب السردي لسارتر. إنها رواية حياة بأسلوب موجز وبسيط وسريع إلى حد ما، وفي نقل السيرة تظل الوثائق على جانب من الأهمية، والوثائق هنا متنوعة.
يصعب علينا اختصار هذا الكتاب على صغره، لكن المؤلفة استطاعت أن تعطينا صورة عن سارتر، كما لو كان يقدم صورته بنفسه.نبذة الناشر:كيف يتسنى لنا أن نفهم عملاً مؤثراً كعمل سارتر الذي تطرق إلى كافة مجالات الكتابة (الرواية، القصة، الفلسفة، المسرح، السينما، النقد، والمقالات الصحفية...) وبذلك كان سارتر يتوجه إلى الجمهور بكليته. كيف لنا أن ندرك المغامرة السارترية التي قامت على كل الاهتمامات السياسية والأخلاقية في عصره، مع التجريب، فكان بذلك رائداً في تقليل الالتزامات بالشأن اليومي؟ كيف يمكننا أن نقرب سارتر بكليته بما عنده من جرأة وحماسة؟ إقرأ المزيد