تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة
نبذة نيل وفرات:العودة إلى إسبينوزا!! تواجه الفلسفة باستمرار العديد من العودات: العودة إلى كانط، العودة إلى العقلانية، العودة إلى إحياء الفكر الإنساني... كلها عودات يشهدها الفكر على الدوام، وهي تتم باكتشاف معين، كأثر نفسي أحياناً أو لتطبيق منهج جديد على فكر قديم، وهذا يحدث باستمرار، إذ تتغير المناهج وتتوسع آفاق البحوث ...وتتشعب، فهل حدث ذلك مع إسبينوزا؟ ربما، وربما لا، لكن إسبينوزا يظل -شأن الفلاسفة الكبار- محطة يعاود المرء طريقه إليها.
يتناول هذا الكتاب إسبينوزا من جوانب متعددة حددها المؤلف في تقديمه للترجمة العربية، وأشار فيها إلى راهنية إسبينوزا من حيث اهتمامه بالسياسة ونقله لفلسفة عقلانية ساهمت تاليا في انتشار العقلانية وصولاً إلى التنوير فالحداثة. وأشار أخيراً إلى مقارباته في حقل الفلسفة الحديثة من حيث اهتمامه بالجسد وعلاقة ذلك بالفلسفة الحديثة التي تجعل الجسد حاملاً للعقل وتالياً للفكر مع ما لذلك من أهمية، في كل الأحوال يظل هذا النقاش الذي حمله ديكارت بداية نقاش يثير الجدل.
أفرد الكتاب فصلاً طويلاً لمؤلفات إسبينوزا وحياته. واستطاع أن يكشف الكثير من الغموض الذي أشيع حول الكاتب وحول المؤلفات، التي لم يكتمل بعضها رقم كل الوعود التي وعد بها إسبينوزا. وهذا شأن يتكرر بكل الأحوال، تكرر مع كانط ومع هيغل، ولكننا في نهاية الأمر نتعامل مع الموجود. إسبينوزا المثير للجدل بيهوديته وبأصله الإسباني أو البرتغالي، بانتقاله إلى هولندا وغموض إقامته في هذا الوسط أو ذلك، في هذه المدينة أو تلك، كل هذه أمور نجد لها مكاناً واسعاً في هذا الكتاب الصغير، إن الشكوك التي أثيرت تظل شكوكاً، لكن القرائن الموجودة هنا تجلي أموراً كثيرة بالفعل، وهذا ما يجعل من هذا الكتاب خاتمة تصورات متعددة وخاتمة خلاصات متعددة أيضاً. اتبع الكاتب في هذه الدراسة منهجين متوازيين، أشار أولاً إلى أهم المؤلفات، بعد السيرة طبعاً، ورسم من خلالها خلاصات أفكار إسبينوزا، لكنه عاد وتناول ذلك كله من خلال رسم مبادئ فلسفة إسبينوزا، إن في السياسة أو الأخلاق أو الماورائيات، متنقلاً بين المؤلفات رابطاً بعضها ببعض، وبذلك يصبح هذا الكتاب دراسة شاملة لا تتوقف عند مقولة واحدة بل تجمع بين المقولات المتعددة، وإذا كان الجانب السياسي هو الجانب العملي للفلسفة والأخلاق فإن الكاتب قد أولى ذلك الأهمية التي تستحق من خلال الربط بين النظري والعملي في الفلسفة.
استفادت الإسبينوزية من تاريخ لاهوتي وفلسفي عميق من اليهودية والمسيحية، ولا جدال في ذلك، وإسبينوزا عاش تقلبات هذه المرحلة وعانى منها وصولاً إلى الاضطهاد ومحاكم التفتيش. وعرض حرية الفكر كما شرعتها العقلانية الناشئة واستفاد منها.
وهذا ما حاول هذا الكتاب ترجمته من خلال الصور المتعددة التي رسمها لهذا الفكر الذي ما زال إلى يومنا يشغل بال كل الدارسين، ربما كان إسبينوزا مجهولاً في الفكر العربي، مع الإشارة إلى ترجمات بعض مؤلفاته منذ مدة طويلة، عسى أن تضعنا هذه الدراسة مجدداً أمام فيلسوف نستعيده لنستفيد منه، فالفلسفة تستعاد باستمرار وتكتمل مع الأيام وهي تتجدد مع الأيام أيضاً.نبذة الناشر:في زمن يعيد اكتشاف عتامة الدولة وسلطة الدين، يطرح المؤلف في هذا الكتاب قراءة مبتكرة لفلسفة اسبينوزا من جوانبها الثلاثة الرئيسة: السياسة: عن الهويات القومية وأسرار السلطة والفساد الكامن فيها، وعن علاقتها الملتبسة بالجماهير من جهة والدين من جهة ثانية. العقلانية: من خلال رفض رسم حدود للعقل في بحثه عن أسباب الأشياء لمعرفتها. والجسد: الذي يتحدد بتعقد بنيته وبتبادلاته مع الخارج. إقرأ المزيد