تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:قررت العصابة الإرهابية (كما كانت تسميها أميركا) إرهاب أميركا، تحديها، ابتزازها، إثارة أعصابها، فخطفت يوماً -وكان يوماً صافياً ثم تحول إلى عاصف- كلباً أميركياً ناضجاً (رغم أنه لم يكن يبلغ من العمر أكثر من ثلاث سنوات، لكن، وكما الكل يعرف، الكلاب الأميركية تنضج باكراً)، كان ينتظر في المقعد الخلفي ...من سيارة سيدته الأميركية، (امرا’ شابة، عالمة اجتماعية، في الثلاثين من العمر، ولدت وترعرعت في نيويورك، لطيفة، شقراء، صدرها ممتلئ، لا زيادة فيه ولا نقصان، تولد في نفس من يراها، حسب قول أحدهم، الرغبة الأكيدة في اغتصابها) خروج هذه من سفارة بلادها التي قصدتها باكراً لتستفسر من السفير شخصياً عن النبأ الذي سمعته هذا الصباح من إحدى الإذعات العالمية، الحسنة الإطلاع عادة، والذي يقول بأن وضع الأميركيين أصبح هنا دقيقاً للغاية، وبأن حياتهم معرضة الآن أكثر من أي وقت مضى للخطر.
لا أحد يعرف كيف يتعقد الوضع هنا، كيف يتدهور فجأة وينقلب رأساً على عقب. ولكن الأمر هو هكذا على هذه الأرض، وذلك منذ آلاف السنين. لذا تعود الجميع، ولا سيما الأميركيون، عندما يشعرون بقدوم العاصفة، أن يحسبوا لانعكاساتها عليهم ألف حساب.
كانت ماغي (كان هذا اسم المرأة الشابة النيويوركية)، تريد أن تتأكد من السفير من صحة الخبر ومدى درجة خطورته، وأن تستمتع باختصار إلى نصائحه، هل تبقى أو تحزم حقائبها وتعود إلى أميركا. وهي كانت قد اتخذت قراراً ضمنياً، أنه إذا كان الوضع سيصبح فعلاً سيئاً بالنسبة إلى الأميركيين، ونصحها السفير الأميركي بأنه من الأفضل لها مغادرة هذا البلد، فإنها لن تتردد لحظة بتركه والعودة إلى بلادها في أول طائرة، وخصوصاً أن زوجها هناك، هو الآخر، كان يحثها بدوره ويتصل بها تلفونياً كل يوم ملحاً عليها أشد الإلحاح بالعودة إلى الوطن في أسرع وقت ممكن. فهو أيضاً لم يكن مطمئناً إلى وجود زوجته الشابة في بلد مضطرب، لا أحد يعرف متى تنقلب فيه الأمور رأساً على عقب، كما هي حاله دائماً، بلد تصنفه أميركا نفسها في خانة البلدان الراعية للحركات الإرهابية، الحاضنة لها، وحيث بعض النافذين فيها من المتمولين الكبار يمولون نشاطاتها. بلد يكره أهله الأجانب، والأميركيين خصوصاً، حتى الموت!
وكان الزوج في لحظات حنقه الشديد على زوجته يقول: "بحق الشيطان ماذا ذهبت تفعل هناك ماغي؟! ومن أدخل في رأسها فكرة زيادة هذا البلد بالذات الأقبح من الماخور -كما كان يسميه- والذي لم يكن ينفك عن لعته -الشيطان نفسه يأنف من العيش فيه. حقاً! أحياناً كثيرة لا أفهمها ماغي".نبذة الناشر:"ماذا؟! –قال مورفي في نفسه- هل سيذبحني هذا الإرهابي الطائش؟! هل يحمل هذا قراراً من جماعته يقضي بذبحي وقد جاء لينفذه؟! أم أنه هنا ليخيفني ليس إلا؟!".
ولما رآه واقفاً أمامه، يحدق به، بقرف، بكراهية، تساءل: "ماذا به؟ هل يأخذ وقته ليستلذ أكثر بقتلي؟ إذاً جاء لقتلي، فلماذا لا ينفذ مهمته، وبسرعة؟! وننتهي من هذه اللعبة الكابوس، فلقد طفح الكيل". شعر بأنه متلهف أكثر منه لوضع حد نهائي للعبة الموت هذه، وهم بأن يقول له: "إذا جئت لقتلي فهيا، قم بعملك. فأنا مستعد تماماً لذلك، بل أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر". إقرأ المزيد