كتاب التوسط بين مالك وابن القاسم في المسائل التي اختلفا فيها من مسائل المدونة
(0)    
المرتبة: 52,682
تاريخ النشر: 24/10/2007
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:إن قيمة هذا المؤلف وأهميته الكبرى تتجلى في الأمور الآتية:
أولاً: نص في الفقه الإسلامي الذي يعتبر القانون الشرعي المنظم لجميع علاقات المسلم وتصرفاته، بدءاً بالأحوال الشخصية وانتهاء بالعلاقات الدولية، والمتكفل بإيجاد التشريع المناسب والحل الملائم لكل ما يجد من تطورات ووقائع في حياة المسلم، خاصة وأن النصوص متناهية والوقائع ...والأحداث غير متناهية.
ثانياً: بحثه في مسائل الخلاف وقد قال العلماء من لم يعرف الخلاف لم يشم أنفه الفقه ولا يبلغ درجة الاجتهاد ولذلك قال الشاطبي: "وبإحكام النظر في هذا المعنى يترشح للناظر أن يبلغ درجة الاجتهاد، لأنه يصير بصيراً بمواضع الاختلاف، جديراً بأن يتبين له الحق في كل نازلة تعرض له، ولأجل ذلك جاء في حديث ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يا عبد الله بن مسعود، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أعلم الناس أبصرهم بالحق إذ اختلف الناس وإن كان مقصراً في العمل وإن كان يزحف في أسيته" فهذا تنبيه على المعرفة بمواضع الخلاف".
إلا أن هذا الاختلاف هو اختلاف داخل المذهب، وهذا يحتاجه الذي يريد أن يجتهد في المذهب، وهذا أقل درجة الاجتهاد.
ثالثاً: ربطه أحكام المسائل بأدلتها من الكتاب والسنة وإجماع أهل المدينة، واتفاق الأمة أو العبرة، أو غيرها من الأدوات التي يحتاجها المجتهد.
رابعاً: كتاب لعالم جليل من أعلام "القرن 4هـ" المغمورين.
خامساً: كونه من الكتب المتفردة التي عالجت موضوع الخلاف المذهبي بهذه الطريقة بين مالك وابن القاسم، ومما يزيده تفرداً أيضاً حصره لهذه المسائل داخل كتاب هو من أهم كتب المالكية وهو "المدونة الكبرى".
سادساً: كونه عالج قضايا متنوعة من مسائل الفقه سواء في مجال العبادات أو في قسم المعاملات.
سابعاً: وتأتي قيمة هذه الدراسة التي بين أيدينا أيضاً لتؤكد بأن التقليد مذموم خاصة لمن أوتي علماً ومعرفة، وأن البقاء على رأي الشيخ وعدم مناقشته مناقشة علمية بالحجة والدليل والبرهان دليل على انطماس البصيرة.
ثامناً: إن مخالفة ابن القاسم لشيخه الإمام مالك بن أنس لم تكن عن هوى، وإنما عن علم ومعرفة.
تاسعاً: وأخيراً تتجلى قيمة هذا الكتاب أيضاً في كونه لبى حاجة عصره، والذي يتطلب في عصرنا الحاضر أن نتفحصه بعقلية موضوعية لنجعله منطلقاً لاستشراف مستقبلنا العلمي الذي يحتاج إلى وقفة تأمل مع تراثنا عامة حتى نحقق نهضة ثقافية عالية.
فهذه إطلالة موجزة على هذا الكتاب النفيس، وحري لكل باحث مسلم متتبع لما ينشر ويذاع من ذخائر تراثنا الإسلامي الأصيل، أن يطلع عليه ليقف بنفسه شاهد عيان على ما صنعه الإيمان في نفوس جهابذة هذه الأمة وخيارها.
وبالعودة إلى الخطة التي اعتمدها المحقق في تحقيق هذا العمل نجدها مقسمة إلى قسمين اثنين: قسم التقديم وقسم التحقيق.
أما القسم الأول: فقد اشتمل على بابين: قسم الباب الأول إلى فصلين: خصصت الفصل الأول للحديث عن عصر أبي عبيد الجبيري، وضم الحديث عن الحالة العامة بالأندلس التي عالجت فيها الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي كانت عليها الأندلس في عهد الجبيري، ثم أفرد قرطبة بالحديث، لمكانتها السياسية والعلمية، ولكونها المدينة التي نشأ فيها الجبيري.
أما الفصل الثاني فقد أشار إلى حياة أبي عبيد الجبيري بما فيها الشخصية والعلمية.
أما الباب الثاني: فقد عالج كتاب "التوسط وقد ضم أربعة فصول، تناول الأول الحديث عن المدونة لما لها من ارتباط وثيق بكتاب "التوسط"، فعرفت بها وبمراحل تطورها مع إبراز قيمتها العلمية، ودور ابن القاسم فيها.
كما خصص الفصل الثاني لتوثيق الكتاب ووصف النسخة المعتمدة، بينما تحدث الفصل الثالث عن مضمون الكتاب، وتناول سبب تأليفه ومحتواه، ومنهجه وقيمته العلمية، مع بيان نموذج من مناقشة المؤلف ثم ذيلت ذلك ببعض الملاحظات والتعقيبات، وختم هذا الباب بفصل رابع بين منهج تحقيق الكتاب.
أما القسم الثاني: فقد ضم النص المحقق، وحتى تكتمل قيمة هذا العمل فقد ذيل بجملة من الفهارس العلمية، والتي تعد بمثابة مفاتيح من شأنها أن تساعد القارئ على الإفادة من هذا المخطوط. إقرأ المزيد