تاريخ النشر: 01/06/2007
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لو أن الشعر، كما قال صحار بن عياش العبدي، رداً على سؤال للخليفة الأموي معاوية: "شيء تجيش به صدورنا وتقذفه على ألسنتنا لكان، والحالة هذه، مرآة نفس الشاعر ومجتمعه، ينطلق من الذات الفردية ومكوناتها الاجتماعية عاكساً أحداث الحياة وأشياء الجمال في الوجود، ناهضاً، صوب بلوغ ذاته النوعية ليتسنى له ...التعبير عن معاناة نفسه ووطنه وأمته، بل عن معاناة إنسانية شاملة، وهو، أي الشاعر، صنف، في البشر، فريد مازه ربه بالموهبة وأصدر فيه مرسوماً سماوياً ليجترح، من مواد بين يديه، تحفاً وروائع فنية كمن غيب أو عدم.
والشاعر الشاعر هو الذي ينبع شعره من ذاته، يأخذ شكلها وقالبها، ثم يتفرد عن غيره بطابع له مميز وأسلوب فريد. يقول "بوفون" الفرنسي: "الأسلوب هو الإنسان نفسه".
والنظريات والمذاهب الأدبية لا تصنع شاعراً، بل هو صانعها ومثير الجدل فيها، داخل إلى محرابها، وخارج منه ساعة يشاء البدع والتجديد.
والشعر يخترق جدار الزمن ينفذ منه إلى الخلود، وهو ليس كمنتجات العلم يأتي الجديد منها ليحذف القديم، قال أمين نخلة: "في الأدب لا يقال قديم، ولا يقل: جديد. فإنما الأدب كد على الحق ووله بالجمال...".
ظني أن الشعر لو أعطي سلطاناً وصولجاناً لأنقذ العالم وأحال، "بحجره الفلسفي"، التراث إلى تبر، والأرض إلى جنة، والبشر إلى أشباه للآلهة.
ديوان الشاعر المطبوع أكرم فواز "بنك الأغاني"، في جزءيه الأول والثاني، وباللغتين: الفصيحة والمحكية، على ضخامته، وعلى تنوع موضوعاته الغزلية، الصوفي الاجتماعية والوطنية، يندرج في إطار "السهل الممتنع"، ويتميز أسلوبه بالرشاقة والبلاغة وبفيض الخاطر، يغرف من معين العاطفة الجياشة والخيال الخلاق، لا يجافي المنطق والعقل والواقع والصدق.
وما دامت "كل عملية خلق هي فعل إنجاب"، كما يقول عالم الجمال "دنيس هويسمان"، فهناك من الشعراء من "ينحت من صخر"، ومن "يغرف من بحر" كما هي حال أكرم فواز الشاعر الذي هو ابن العفوية والسليقة التي تجافي الصناعة مضياً مع مقولة هويسمان "تعتبر الصناعة العدو الأول للفن". إقرأ المزيد