تاريخ النشر: 01/06/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"كنت في السجن أحلم بالحرية، والآن أحلم بعمل أعتاش منه، وللحصول على العمل، ينبغي أن أعلن براءتي من شيء لا أنتمي إليه. وكنت أعلم أن المسألة لا تتم بمجرد تقديم البراءة. انها مجرد خطوة لسلسلة من المطاليب الأخرى التي تؤدي بلا شك الى التعاون مع الأجهزة الأمنية إذن أمنيتي ...بفتح مقهى لن تتحقق. واقتنعت بأن سبل العيش في قصتي الصغيرة مسدودة في وجهي، إذ أنني سواء شئت أم أبيت تحولت الى سياسي معارض للنظام القائم، ودخل اسمي القائمة السوداء، فعليّ إذن البحث عن مورد الرزق في مكان آخر، حيث أرض الله واسعة، ولذلك قررت أن أسافر الى بغداد، وقبل سفري بأيام جاءني ساعي البريد مهللاً بأنه يحمل لي بشرى سارة، رسالة من الخارج وهو يقول:"هيا اذهب، اذهب أنت أيضاً الى الخارج، ولا تنسانا هناك". وناولني رسالة من صديق قديم التقيت به لآخر مرة في العام 1959، حيث ودعني الى ألمانيا الشرقية للدراسة. وهذه هي ثالث رسالة تصلني منه، يحاول فيها إقناعي للسفر اليه، ويتكفل فيها بايجاد زمالة دراسية مضمونة، وما عليّ سوى أن أصل اليه. وكنت في كل مرة أعتبر السفر الى الخارج هروباً من الواقع الذي يجب تغييره الى حياة أفضل. زرت صديقاً يكبرني ببضع سنوات سبق أن تنقل بين السجون لفترات مختلفة منذ بداية الخمسينات. كان قد تزوج في سن متأخرة، له طفلان يعتبرهما، بسبب فارق السن بمثابة حفيدين. أريته رسالة صديقي الذي كان يعرفه بدوره، وأنا حائر بين فكرة البقاء ورغبة السفر، قلت بحيرة:"هذه رسالة أخرى من نور الدين، انه يحاول إقناعي بترك الوطن، ألا ترى أن الوطن في الوقت الحاضر بحاجة ماسة الينا؟" تعكس الرواية حياة أسرية فلاحية عراقية-كردية بأسلوب يجمع بين الواقعية السحرية والسيرة الذاتية الوثائقية، وهي تشكل مع روايتي "أطول عام" 1994، ورواية "زمن الهروب" 1998، ثلاثية "وادي كفرات" التي تقع أحداثها من الفترة الممتدة من العام 1908 الى أواسط السبعينات من القرن الماضي، ليس من الضرورة أن يقرأ القارئ الروايات الثلاث كلها، إذ ان لكل رواية عالمها المستقل، بيد أنه من المستحسن أن يطلع عليها جميعاً، ان أراد أن يكون لنفسه صورة شاملة عن حياة هذه الأسرة المتخيلة في ذهن الروائي والتي من الممكن أن تجد مثيلها على أرض الواقع في تلك الحقبة من تاريخ العراق.نبذة الناشر:لا أدري متى تلاشى شلال النور المنبعث من النافذة، ولا متى اختفت مادلين من هناك، كما لا أدري أيضاً متى استسلمت للنوم وتصطدم بالجسد الشفاف الذي يلفعه الشعر الأسود الذي تارة يتماوج مع الريح وأخرى يلتف حول وجهها الجميل. انتقلت أنا الآخر بصحبة الأحلام إلى ما وراء النافذة. كنت أسير بمحاذاة نهر سيروان، وبعد أن ارتويت من مائة وجدت نفسي أحلق في السماء. قطعت مسافات شاسعة إلى أن وصلت إلى جبل به روخ المطلة على قصبة الطفولة التي عشنا فيها حوالي ثلاث سنوات بحكم وظيفة والدي. وجدتها مغطاة بأشجار البلوط، أردت الذهاب إلى بيتنا، ولكنني لم أستطع العثور عليه، إذ كانت الطرق عديدة متشعبة ووعرة، وانقلبت صفحة الحلم لكي تحولني إلى بيتنا الذي استقررنا فيه بعد إحالة والدي إلى التقاعد, بدا لي مهجوراً، وقبل أن أبدأ بالبحث في الغرف ظهرت أمي وهي تستغرب من وجودي في البيت. بدا الأمر كما لو أ، أحزنا هبط من السماء، قالت لي حائرة: "كيف أتيت؟ ووالدك؟ هل تركته وحده؟" استغربت لحماقتي ورحت ألوم نفسي لتركي إياه وحيداً، ولكي أبرر موقفي قلت لها: هناك ممرضة جميلة اسمها مادلين يعرفها والدي، وستقوم هي بخدمته. إقرأ المزيد