ضحى الإسلام 1 / 3 - لونان
(0)    
المرتبة: 183,085
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الكتاب العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:لعل أصعب ما يواجه الباحث في تاريخ أمة هو تاريخ عقلها في نشوئه وإرتقائه، وتاريخ دينها وما دخله من آراء ومذاهب، ذلك أن مدار البحث في المسائل المادية وما يشبهها واضح محدود، وما يطرأ عليها من تغير ظاهرٌ جلي.
أما الفكرة فإذا حاولت أن تعرف كيف نبتت، وكيف نمت، وما العوامل ...في إيجادها، وما العناصر التي غذتها، وما الطوارئ التي طرأت عليها فعدلتها أو صقلتها، أعياك ذلك، وبلغ منك في إستخراجه الجهد، لأن الفكرة أول أمرها لا مظهر له نستدل به عليها، وقد تتكون من عناصر قد لا تخطر ببال، ويعمل في تغييرها وتعديلها عوامل في منتهى الغموض، والمذاهب الدينية قد يكون الباعث عليها غير ما ظهر من تعاليمها؛ قد يكون الباعث عليها سياسياً، وهي في مظهرها الخارجي مجردة من كل سياسة، وقد يكون الباعث لها إفساد الدين فستشكل المتحمس للدين، وقد يكون المذهب صالحاً كل الصلاح ولكن يحكيه أعداؤه فيشوهونه ويلغَوْن فيه فيفسدونه، فيقف الباحث حائراً ضالاً، يتطلب بصيصاً من نور يهديه، أو أثراً في الطريق سلكه من قبله فيحتذيه.
وفوق هذا، فالأفكار متنوعة، والآراء متعددة، وقضايا كل عصر تخالف ما قبلها، ويراها الباحث فيظنها أول وهلة جديدة لم ترتبط بما قبلها برباط، ولم تتصل به أية صلة، فيُعمِل فكره فيما عسى أن يكون بينهما من قرابة أو نسب، وما قد يصل بينهما من سبب.
عنيت بضحى الإسلام المائة سنة الأولى للعصر العباسي (132- 232هـ) أي إلى خلافة الواثق بالله، فهو عصر له لون علمي خاص، كما أن لو لوناً في السياسة والأدب خاصاً، إمتاز بغلبة العنصر الفارسي، وبحرية الفكر إلى حد ما، وبدولة المعتزلة وسلطانهم، وبتلوين الأدب من شعر ونثر لوناً احتذى على كر الدهور، وإختلاف العصور.
كما امتاز بتحويل ما باللسان العربي إلى قيد في الدفاتر وتسجيل في الكتب، وما باللسان الأجنبي إلى لغة العرب، وهو في كل هذا يخالف العصور قبله والعصور بعده، مخالفة تجعله حلقة قائمة بنفسها، يصح أن تسمى، وأن تدرس، وأن تميز، على أني أحياناً يدعوني إيضاح الفكرة إلى أن أربطها بما كان منها في العصر الذي قبله، كما قد يدعوني تسلسلها إلى أن أتجاوزه إلى العصر الذي بعده.
وقد رتبته أبواباً أربعة: الباب الأول: في الحياة الإجتماعية في ذلك العصر، واجتزأت منها بما له أثر قوي في العلم والفن، والباب الثاني: في الثقافات المختلفة دينية وغير دينية، والباب الثالث: في الحركات العلمية، ومعاهد العلم، وحرية الفكر، ومزايا البلدان في تلك الحركات، والباب الرابع: في المذاهب الدينية، وتاريخ حياتها، وأشهر رجالها وأهم أحداثها. إقرأ المزيد