تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:الحضارة العربية والإسلامية هي، سجل تاريخي يوضح تطور العقل البشري، وهي بالحق والحقيقة امتداد للحضارات السابقة، ولكنها ذات شخصية متميزة ومفتوحة، وليست كالحضارة الغربية مغلقة على نفسها، وإن العرب بدافع من مبادئ الإسلام الحنيف تحولوا إلى أمة، فتحت العالم في مدة قصيرة، حيث يمكن اعتبار القرنين الثالث والرابع الهجريين ...(التاسع والعاشر الميلادي)، القرنين الذهبيين لعلماء العرب والمسلمين. وهذا الكتاب الذي نحن في صدده، كتاب يتحدث عن الحضارة في فترة القرن الرابع الهجري، حيث كان الخليفة لا سلطة له.
فهناك الأتراك والفرس، يولون السلطة من يشاؤون، ويعزلون من يشاؤون، صدر هذا الكتاب في أربعة أجزاء وذلك ما بين 1945-1955، وفيه غياب التفلسف العربي، فيذكر أحمد أمين في هذا الكتاب: لم يكن العرب يعرفون الفلسفة، لأنها ليست من طبيعتهم، فهل تغيرت طبيعتهم حتى تفلسفوا؟ أم أنهم تثاقفوا؟ وتفاكروا؟ ويتابع أحمد أمين فيقول: "إنما عرفوا الفلسفة بعد أن اختلطوا باليونان والفرس والهند والروم".
وهذا الكتاب كما قلنا يتألف من أجزاء أربعة، فالجزء الأول منه، يبحث في الحالة الاجتماعية، ومراكز الحياة العقلية من عهد المتوكل إلى آخر القرن الرابع الهجري، مقسماً هذا الجزء حسب ترتيب الدول التي قامت على أنقاض الدولة العباسية، كالدولة البويهية مثلاً، ذاكراً حضارة كل دولة من مختلف العلوم والآداب.
أما الجزء الثاني، فهو يبحث في تاريخ العلوم والآداب والفنون في القرن الرابع فهو كما يقول أحمد أمين، زبدة ما قرأه، وقام بكتابته على أحسن وجه وأدق تفصيل. فأحمد أمين في هذا الجزء، يبحث في جميع العلوم والفنون التي ذكرها في الجزء الأول، ولكن بتفصيل كل علم على حدة، حتى في بعض الأحيان يقوم بمهاجمة أرباب هذه العلوم.
أما الجزء الثالث، وهو الجزء الذي وعد به القراء، فهو خاص بالأندلس، وهو يبحث في الحياة العقلية منذ فتح العرب للأندلس حتى خروجهم منه، ذاكراً كل الدول التي تعاقبت على الأندلس، بالإضافة إلى أهم علماء الأندلس أمثال: ابن زيدون-وولادة.
فهو يرتب هذا الجزء على حسب الدول التي توالت على حكم الأندلس، ذاكراً فيه أهم العلوم والعلماء، وحضارة كل دولة قامت على حكم الأندلس، من أدب، وتاريخ، وجغرافيا، وفن ورسم، بتفصيل لامع، وسهولة مبسطة.
أما الجزء الرابع من الكتاب، فيبحث في الحركات الدينية المختلفة من سنة وشيعة، ومعتزلة ومرجئة، وصوفية وفقهاء، وما قام بين كل من هذه الحركات من صراعات ومجالس، أدت إلى ظهور حركة أو طائفة على أخرى، حسب ميول الخليفة أو السلطان، فأحياناً كانت المعتزلة تزدهر، وتخفو الحركة المعادية لفكر المعتزلة أهل العقل والرأي، كما حصل في أيام المأمون مثلاً.
وفي هذا الجزء يظهر أحمد أمين بأنه معتزلي الفكر، ونادى بالرجوع إلى فكر ورأي المعتزلة، إذ أنهم فهموا الإسلام بالعقل والرأي والفكر، لا بالتقاليد الأعمى للأئمة والمقلدين. إقرأ المزيد