الأمن الإعلامي العربي ؛ إشكالية الدور والهوية
(0)    
المرتبة: 112,745
تاريخ النشر: 01/04/2007
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:قد تكون كلمة الأمن في توصيفها المهدد تعني عسكرة المعنى، لكنها في علاقتها بالتوصيف الإعلامي تعني هنا الحصافة المسبقة للحفاظ على شخصية الحالة الإعلامية وخصوصيتها ووجود رادع غير قمعي واعتبار الأعلام بكل وسائله إحدى ركائز الأمن القومي لمصلحة الأوطان العليا، تماماً كما هو واقع المقومات والركائز الأخرى. وأن يكون ...الإعلام سلاحاً موازياً لما تملكه الأمة من أسلحة، وأيضاً أن يكون جزءاً من منطوق الحماية، لكونه مؤثراً في صناعة القرار السياسي وفي صناعة الرأي العام بما يعني تحصين هذ الموقع تماماً لتحصين أي مرفق له أهميته الاستراتيجية، من دون أن يتم ذلك بوسائل ردعية تقليدية على غرار ما كان قائماً حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي. من هنا ينطلق السؤال: لماذا يغيب الأمن الإعلامي على المستوى العربي كأولوية. بالرغم من كثرة العناوين التي أنتجها الصراع في الأدبيات السياسية العربية على مستوى النظام السياسي العربي العام، وعلى مستوى الأحزاب والعقائد على المستوى الجماهيري؟. كان الاهتمام دائماً نتاجاً لمدلولات تتمحور حول الأمن العسكري، الأمن الاستراتيجي، الأمن الداخلي، الأمن السياسي، الأمن الاقتصادي، كسلاح في الصرع (المقاطعة وما شابه)، لكن كان ثمة تغييب للأمن الإعلامي كجزء من إطار عام يتقاطع مع منطوق الصراع ككل لأن مفهومنا لهذا الإعلام هو الحفاظ على هذه المرتكزات والانغلاق عليها.
كان الإعلام العربي إعلام حفظ النظام ورموزه وعدم فتح نافذة للحوار والمناقشة وصولاً إلى نقد ممارسات النظام، وكانت الحجة العامة هي الأمن القومي، لكن في النهاية بدا أعلام الأمس قمعياً وغير ذي تفاعل ضمن منطوق الصراع، كان إعلام البيان العسكري، أو البيان السياسي الأول للانقلاب السياسي، وكان إعلام تزيين وجه السلطة وخطاب الصراع عن بعد مع الإسرائيلي والاستعمار.
قد يعود ذلك إلى قناعة تشرحت في بدايات الصراع ومع بداية النصف الثاني للقرن العشرين على اساس أن الأمن السياسي يؤلف مظلة رادعة لأية مخاطر تواجه الأمن الإعلامي العربي العام. والإجراء الأمني الذي تقوم به السلطات هو أداة ردع لأي خرق وفق قوانين محددة، فيما ظل الإعلام العربي إعلاماً هجومياً دون الأخذ في الحسبان ديناميكية النقلات التكنولوجية التي كانت تحدث خرقاً حقيقياً وعلى مراحل في الجسد الإعلامي العربي من خلال الوسائل التي كان يملكها والتي كانت متاحة في ذلك الوقت (صحف، مجلات، إذاعة)، فيما كان النظام السياسي العربي أو بعضه غير متنبه لمواقع الاختراق الإعلامي والذي كان يتحدد في استخدامات (الآخر) نحونا سواء أكان هذا الآخر (هو الإسرائيلي أم بعض الغرب) لإذاعات موجهة أو أسلوب التسريبات عبر الصحف أو إنتاج أخبار لها أهداف محددة من خلال الوكالات العالمية التي كانت تفرض هيمنة مدروسة لا يمكن الإفلات من قبضتها، وعبر توظيف التعتيم الإعلامي في توجيه دفة القرار.
ضمن تلك المناخات يدور البحث حول الأمن الإعلامي العربي من حيث إشكاليات دوره وهويته. يمضي الباحث في عمق هذا الموضوع مبرزاً هموم الإعلام العربي شؤونه وشجونه وفاعليته التي ظلت محدودة إلى أمد قريب، مقارباً قضية الأمن الإعلامي العربي الذي بقي دون المستوى المطلوب على الرغم من التطور الحثيث الذي طاول الإعلام من الناحية التقنية والذي بقي عاجزاً أمام الإعلام العالمي. ومن ذلك كله يحاول الباحث وضع اليد على نقاط الضعف والتقصير، طارحاً بعض الأفكار التي تساعد في جعل الأمن الإعلامي العربي على مستوى زمن العولمة.نبذة الناشر:ابتداء من 1995 كان واضحاً أن الآخر تمكن من إحداث شرخ في بنيوية الإعلام العربي وفي تعميم لغة أخرى أسقطت ما كان سائداً من ثوابت ومسلمات.. وظهر الإسرائيلي على الشاشة العربية بلا حرج، وتجاوزت بعض المحطات العربية كل الأعراف لتتحول هذه الشاشة إلى مسرح مرئي يناقش كل القضايا ولكن بكثير من الفوضى والحماسة في آن.
وتناغم هذا مع ما كان يطرح على مستوى المنطقة من تحولات حيث أدى النقاش السياسي والطائفي والمذهبي إلى حالة من الفوضى الخلاقة في ذهنية الإنسان العربي الذي وجد نفسه مشككاً بكل ما كان سائداً.
أمان هذا الواقع بات المطلوب مواجهة الأهداف التي تسعى إلى مصادرة الهوية العربية والخروج من حالة انعدام الوزن، وفقدان الفرص والاستسلام لمنطق أنه لا أمل في مواجهة ما هو قائم. إقرأ المزيد