أحلى ما قيل في الهجاء - لونان
تاريخ النشر: 04/01/2007
الناشر: دار الكتاب العربي
نبذة نيل وفرات:يضم هذا الكتاب أحد موضوعات الشعر في العصر الجاهلي، وهو "البهجاء" ويعني: الكلام الذي يقصد به القدح والذم والحط من شأن من يوجه إليه. ويتضمن وصف المهجو بما يتنافى مع الصفات التي يجمعها لفظ "المروءة" وقديماً قالت العرب: هجاه يهجوهُ هَجْواً وهجاءً وتهجاء: شتمه بالشعر، وهو خلاف المدح.
ثاني ...أهمية التعريف بموضوع الهجاء في الشعر العربي، لما له من دور في تضاعيف الحماسة والفخر بالأمجاد والإنتصارات الحربية، ثم تحوله في العصر الإسلامي إلى الهجاء القبلي بسبب العصبيات القبلية التي أثارتها حرب الردة والعصبية التي اشتعلت في الشام والجزيرة وفي البصرة وخرأسان على أن العصبيات لم تكن السبب الوحيد في تهاجي القبائل، بل كانت هناك أسباب شخصية، فقد هجا "جرير" مثلاً أنصار "الفرزدق" لإنحياز هم إلى الثاني ضد الأول. ومن أشهر شعراء الهجاء في العصر الإسلامي: الأخطل والفرزدق وجرير.
ثم حل الهجاء الجنسي محلّ الهجاء القبلي في العصر العباسي الأول، فظهرت الشعوبية والتهاجي بين الشعراء من العرب والموالي.
ويعتقد أبو النواس أن للهجاء فائدة كبرى ينالها المهجو المجهول، فهو يخرجه من دائرة الظلّ إلى دائرة النور.
أما حرير فيزيد بالهجاء إذلال المهجو والتشهير به للوصول إلى الخجل الذي أراده له وقد أحلى ما قيل في الهجاء ما تضمنه هذا الكتاب من عناوين متنوعة للهجاء عند العرب نذكر منها: "هجاء القبائل والأقوام، هجاء أصحاب الشأن، هجاء الزمان، هجاء الأصدقاء، هجاء المعلمين، هجاء البخل والبخلاء، هجاء الحساد، هجاء بعد الموت... الخ".
"هجاء الزمان: قيل لعروة بن الزبير: ألا تنتقل إلى المدينة؟ قال: ما بقي بالمدينة إلا حاسد على نعمة، أو شامت بمصيبة".
"هجاء الغنى: وكان يقال: عُيب الغنى أنه يورث البَلَة وفضيلة الفقر أنه يورث الفكرة".
"هجاء بالتشبيه بالحيوان: وتقول العرب: "أحمق من جهيزة" وهي يحرس الذئب، لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع".
كتاب ممتع، يسلط الأضواء على جواهر الأدب العربي، ومنها "الهجاء" الذي كان لوناً خاصاً في الشعر، يكشف ثقافة العصر الجاهلي وأعلامه وشعرائه وحكامه وما يدور في ذلك العالم الذي وصلنا منه هذا الفن الأدبي والشعر الرائع "الهجاء". إقرأ المزيد