الخطأ المهني والخطأ العادي في إطار المسؤولية الطبية
(5)    
المرتبة: 52,040
تاريخ النشر: 01/03/2007
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:اتسعت العلوم الطبية وتطورت اليوم كما تعددت الأدوات والوسائل التي يستخدمها الطبيب في معالجة المريض، ولا شك أن كثرة الوسائل تسوق إلى زيادة في الخطورة التي يتعرض لها المريض، وإن هذا التوسع والتطور والتعقيد إنما يتطلب بالمقابل مواكبة من القانون في تنظيمه ووضع المعالجات والحلول اللازمة له توخياً لتحديد ...مسؤولية الطبيب على وجه دقيق. ومن ثم حماية حقوق المريض التي قد يطوح بها نتيجة لما تتسم به المهنة الطبية من خصوصية، ولما تغص به نفوس الأطباء الذين يستعين بهم القاضي من محاباة للطبيب الذي وقع منه الخطأ انسياقاً وراء دوافع نقابية وممارسة لما يعرف بمبدأ ضم الصفوف، وهذا فضلاً عن أن إحاطة حياة المريض بالحماية اللازمة إنما يقابلها في الجانب الآخر وجوب تأمين الحماية اللازمة للطبيب هو الآخر وتأمين ما يكفل له ممارسة مهنته بعيداً عن القلق والتخوف من المسؤولية كسيف مسلط عليه، وهذا يعني أن الأمر تتجاذبه كفتان أو مصلحتان جديرتان بالحماية، وإنه يتطلب لذلك دقة في المعالجة تنبسط على تنظيم بيان جلي مفصل لنوع الخطأ الطبي، ونوع المسؤولية الطبية والضرر الذي يغطيه التعويض وكذلك عقد العلاج الطبي، والضرر الأدبي وانتقاله وحالة قيام المريض بتسويئ المركز القانوني للطبيب، ووقت تقدير التعويض، وقيمة تقدير الخبير، وموضوع عمليات التجميل، والقضاء المختص بالنظر في الدعاوى المقامة على الأطباء وما إلى ذلك من أمور وشؤون أخرى مما ستنتظمه هذه الأطروحة.
ولا شك بعد هذا أن غرض هذه الدراسة هو الإجابة عن هذه الأسئلة وما شابهها مما هو متصل بالخطأ الطبي في صورتيه: الخطأ العادي والخطأ الفني في إطار المسؤولية الطبية.
ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أهمية موضوع يتصل بسلامة جسم الإنسان وحياته، وبخطأ لا ينقطع وقوعه ما دام هنالك مريض وطبيب وعمل طبي، بل لعل مما يضفي على هذا الموضوع أهمية خاصة هو تلك الاجتهادات التي تتجاذبه وفجوات القصور القانوني التي تتخلل تنظيمه.
وتوخياً لمعالجة الموضوع من أكثر جوانبه أهمية رأي المؤلف يدرسه دراسة تحليلة مقارنة مصبوبة في ثلاثة فصول خصص أولها لأركان المسؤولية الطبية وكرس ثانيها لطبيعة المسؤولية الطبية وصور الخطأ الطبي، أما الفصل الثالث فقد أفرده لتحقق المسؤولية الطبية وحكمها. إقرأ المزيد