تاريخ النشر: 01/03/2007
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"لم أنس يوم قرر أستاذي فجأة في منتصف العام الدراسي المنصرم، أن يراقب الفروض المدرسية. وصل إلى دفتري، ووجد أني لم أكمل فرضي، لقد تبين له أني لم أعبأ أن تكون إجاباتي على دفتري صحيحة، لقد وضعت أرقاماً، لا تتناسب إطلاقاً والحقائق العلمية الثابتة. أدركت تحليله أو توقعته، لقد ...فهم أنه منذ شروعه في مراقبة فرض الطاولة الأولى الملصقة بمكتبه الخشبي الصغير، قد بدأت في الإجابات كيفما اتفق. وعندما قلب الصفحات، ورأى قلوباً تخترقها السهام، مضافاً إليها أول حرب من اسم...، تمنيت لو أني ما خُلِقْت، وددت لحظتها أن أختفي عن وجه الأرض قبل أن يفكر في إبلاغ أهلي، الذين سيجرون لي محكمة على جرم، لا أدري إن كنت قد صممت له عن قصد أو غير قصد. الحمد لله أنه لم يدر أن في الصفحة الأخيرة من الدفتر أشعاراً، أسميها أشعاراً، كيف ذلك؟ أأهزأ من نفسي؟ أيعقل أن تسمى كذلك، لا زلت أحتفظ بها حتى اليوم... لمن كتبتها؟ أيعقل أن أعيش هواجس الآخرين ومع سذاجتها أخبئها على التتخية... أجل هما دفتران: أحدهما دفتر ذكريات، قد كتب لي أصدقائي، ومعلمي جملاً على بعض صفحاته، لا زلت أعشق براءتها. أما ثانيهما، فهو دفتر اشتريته في بداية العام الدراسي لاستخدامه في الفروض المدرسية. الدفتران مليئان بهذيان أشعاري. قصيدة واحدة ليست لي، هي أول قصيدة كُتِبَتْ لعيني، لكني لا أستحقها. هذه القصيدة هي من لون لا يليق بألواني، غير أني ما زلت أحتفظ بها لروعتها. محض سخف أن أرى ابتسامتك تطل في قاعة الجامعة ومدرّس اللغة الفارسية يجود بألفاظ جديدة لا نعرفها، فنستهجن طريقة لفظها ومعناها. وتشق الفضاء فتتسع لتملأ الكون وتغطيه، فأراك، وخطواتي لم تزر معلماً إلا وكنت أنت نقشه، وينتشر فيه عطرك. يالألوان خصائص المزينة بخطواتك، التي لا تنتهي عن حفرها ملامسة، فتزرع مكان كل لمسة أبجدية لحدي. وتترك أحواض مرورك التي لا تنتبه لي، حدائق ورد، فأرحب برفقه بها، لكن لا يقى لي من اسمك بعد غيابك ما يشبهه. هذه السنة المصير، سنة الشهادة الجامعية "الإجازة" وحفار القور يحفر بعيني التعب، وكيف سأحتفل بنجاحي، وأنت لا تعبأ له؟ يوم لمحت وقوفك أمام النافذة، فيما كنت في بيت غادة التي كانت معرفتي بها منذ زمن وجيز، لم تكن تأخذني إلى سربك، ربما كانت المرة الأولى التي أفصل حضورَك علن الآخرين، كنت حينها أفكر بأخين أخي الذي كان سفره يوماً من هذا البيت مباشرة إلى اليابان، لمتابعة تحصيله العلمي، كنت أتساءل إن كان نسي كيف ربانا أبي وأمي... عدت لأتطلع صوب غرفة بيت فارس الأمل، علّني ألمحه، فطلعت لي عناكب أمي الممتلئة بالهموم، على قدر الطموح. تريدين أن تصنعي منا رجالاً، ,انا السفيه، أنساك لأجل هذا الذي لا يراني، فأصوب الرصاص إلى قلبك من دون أن أدري".
وكأنها في روايتها "ناي لعصفور الجنة" تعزف الكاتب ألحاناً طفولية بريئة... وكأنها بذلك تجتاز عتبات هذا الزمن المغرق في تصوراته المقيتة، والتي تأتي ملحة في الأعمال الروائية. تنساب الأحداث بانسياب شلالا العبارات الشفافة شفافية الماء العذب المتدفق من نبع لم تدنسه يد بشر، تروي الكاتبة أقاصيصها بتلقائية مشاعر فتاة مراهقة، مشاعر تحمل من البراءة بقدر يتيح للقارئ أن يطمئن إليها فتسكن نفسه وترتاح استراحة محارب. ويمضي متابعاً حكاية تلك الفتاة الريفية بنت البقاع التي تروي تفاصيل حياتها الحافلة بالأحداث التي تشكل بعداً إنسانياً رائعاً. إقرأ المزيد