التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي - الكتاب السنوي 2006
تاريخ النشر: 01/12/2006
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)
نبذة نيل وفرات:يحمل إصدار الكتاب السنوي لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي-"سيبري"-في طبعته العربية، للسنة الرابعة على التوالي، دلالة مهمة تتجاوز في أهميتها الاستمرار بحد ذاته. ذلك أن انتشار الطبعة العربية بأيدي الباحثين العرب-والقراء العرب بوجه عام-ارتفع معدله سنة بعد أخرى منذ أن صدر الكتاب السنوي "سيبري" بالعربية في عام 2003.
وتبقى الخاصية ...المميزة للكتاب السنوي لمعهد "سيبري" أنه يحتفظ بقيمته كمرجع في مسائل الحرب والسلام والاستراتيجية والأمن ونزع السلاح والميزانيات العسكرية وغيرها بعد انقضاء السنوات على صدوره. وليس هذا حال التقارير السنوية الأخرى الأمريكية والبريطانية والعربية والإسرائيلية التي يَجُبّ فيها تقرير هذا العام تقرير العام الماضي ويقضي على أهميته كمرجع. وتتضح هذه السمة للتطور السنوي المطرد في كتاب العام الحالي كونه يصدر في الذكرى الأربعين لبدء عمل معهد "سيبري". وهو-من هذا المنظور-يتضمن فصلاً له خصوصيته التي تجعله جديراً أيضاً بإشارة خاصة، نعني الفصل السابع بعنوان "بيانات الإنفاق العسكري: نظرة أفق على 40 عاماً". والواقع أن مسألة الإنفاق باهتمام يتجاوز هذا الفصل وتحتل عدداً كبيراً من فصول الكتاب السنوي وملاحقها، الأمر الذي يرسم صورة تفصيلية متكاملة عن الأوضاع العسكرية وإنتاج الأسلحة وتصديرها في العالم بعد انقضاء خمسة عشر عاماً على الحرب الباردة والمواجهة التي كانت تمثلها بين الكتلتين العالميتين. والأمر الذي لا شك فيه أن ارتفاع وتيرة الاهتمام والتوتر المحيط بقضيتي الملف النووي الإيراني والكوري الشمالي، وتداعيات ذلك على الملف النووي الإسرائيلي-المسكوت عنه-تجعل لكتاب "سيبري" السنوي هذا العام أهمية إضافية تتجاوز دائرة الباحثين إلى الدائرة الأوسع للقراء.
ربما يمكن القول أن الكتاب السنوي لمعهد سيبري يعطي صورة على درجة كافية من الوضوح والعمق عن السويد تعوض عن ندرة الأدبيات المنشورة عن السويد في أرجاء الوطن العربي، سواء في الكتب أو في الصحافة المكتوبة أو المرئية أو المسموعة. وربما يقود قولنا هذا إلى التساؤل عن أهمية معرفة السويد واتجاهاتها الفكرية والثقافية والاستراتيجية في عالم اليوم. وجواب هذا أنه في زمن تطغى فيه صراعات-تبلغ أقصى درجات الحدة في بعض المناطق وإزاء عدد من المسائل-بين الغرب والوطن العربي والعالم الإسلامي (العراق-فلسطين-لبنان-النفط-الديمقراطية-الإرهاب... الخ) فإن من المناسب تماماً، وبخاصة في إطار العمل البحثي الأكاديمي-التمييز بين الغرب المناهض للمسائل العربية والذي يبلغ في ذلك حد الحرب والغزو والاحتلال وإهدار الدم العربي وتقويض حرية الإنسان وكرامته، والغرب الذي يمارس-على الأقل-قدراً من مناهضة الهيمنة الغربية.
لقد أدت السويد-منذ وقت طويل-دور "الغرب الآخر"-إذا استخدمنا مصطلحاً أصبح في التداول في الثقافة العامة العالمية، بما فيها العربية في السنوات الأخيرة. ولعل أهم محطات هذا الدور كانت في معارضتها الحرب الامريكية على فييتنام في سنوات بوقوف الغرب كله في صف أمريكا رسمياً، على الرغم من معارضة الشعوب. وامتد هذا الدور حتى معارضتها الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله. ولعل القارئ العربي لا يعرف سوى أقل القليل عن الكيفية التي ترى بها السويد اليوم الحرب على الإرهاب وهي تختلط في الخطط والعمليات الأمريكية وحتى في الدبلوماسية الأمريكية والثقافة والدعاية لتتحول إلى حرب على المسلمين-وحتى على الإسلام-تحت مئات الذرائع والدوافع. لكن قراءة الكتاب السنوي لـ"سيبري" هذا العام (2006) تزوده بقدر من المعرفة والمعلومات حول هذا الموضوع يستدل منه القارئ على إجابة واضحة عن السؤال: أين يقف المعهد السويدي من هذه الحرب؟
ويستحق الإشارة للملحق الذي خصصه الكتاب السنوي لهذا العام لموضوع "الإسلام والصراع والإرهاب". وهو موضوع تفرض طبيعته وتأثيراته أن نترك للقارئ حرية تكوين رأيه في مدى سعة الأفق الكفري التي يعكسها والقدر من الموضوعية التي بها يعالج هذه القضية الحساسة، وكيف وإلى أي مدى اختلفت معالجته لها عن التقارير السنوية الأخرى وعن أدبيات الموضوع عامة في العالم الغربي. إقرأ المزيد