سيرة محمد ؛ البيئة والنشأة
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لا شك أن ظهور الإسلام في تاريخ الإنسانية حدث جليل لا بدّ من الاطلاع على كيفية انبعاثه في الوعي الديني الشامل واعتبار العناصر التي تتكون منها الرسالة الإسلامية والدواعي التي أدّت إلى انتشارها والتأثيرات التي خلفتها في مختلف نواحي الوجود الإنساني. ولا يخفى أن الدين الإسلامي بعد انصرام ثلاثة ...عشر جيلاً لا يزال ينظم ويرشد حياة الملايين من البشر على تباين عناصرهم واختلاف مدنياتهم وتفاوت حضاراتهم، ويلبي في قلوب ما لا يحصى من سكان الأرض، حاجتها القصوى إلى مصادفة أمل واهتداء إلى نور وارتياح إلى حقيقة، والإسلام إلى هذا وذاك هو امتداد شخصية من أنبغ وأنبه ما جاد به التاريخ، إنها شخصية محمد صلى الله عليه وسلم.
ولذا، فكل اطلاع على الإسلام يقتضي معرفة القرائن الجغرافية والتاريخية والدينية والإنساينة التي نشأ فيها، ويستلزم التعرف بحياة مؤسسه. ولا غرو فإن السيرة النبوية هي في نظر المسلمين، التفسير الحي لتعاليمه، وهي في مطلع كل بحث في العقيدة الإسلامية مقدمة لا غنى عنها.
من هنا جاء هذا الكتاب "سيرة محمد؛ البيئة والنشأة" الذي حاول المؤلف من خلاله بيان عناصر ضخية محمد صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن أولاً، ومن خلال الأحاديث ثانياً، متحاشياً الاستناد إلى الأحاديث الملفقة والأخبار المعترضة والسير النزاعة، معتمداً جلّ اعتماده على مؤتيات القرآن، لما يقرّه العلم الحديث من قيمة تاريخية فريدة، فسبيل المؤلف إذن في تبين شخصية الرسول كما كان في استجلاء حياته، أن يعتمد القرآن إلى أقصى حدود الاعتماد، مسقطاً ما تراكم عليه وعلى سيرته صلى الله عليه وسلم عبر الزمان من صور زائفة وطلاءات مصانعة ألصقتها به... اندفاعات المتهوسين أو تخرصات المتهجمين، مبيناً أن للرسول صلى الله عليه وسلم سيرتين: السيرة القرآنية التي يعكسها القرآن وما هو في حكم القرآن من أمهات السير القديمة والوثائق الأكيدة التي لا تناقض ممشى القرآن، والسيرة الأسطورية التي تعكسها الأحاديث المنحولة والسير المحدثة، والتي آثر المؤلف تسجيل أحداثها في الحواشي تلافياً للبس وصوناً للتاريخ، ومبيناً أيضاً بأن للرسول صلى الله عليه وسلم شخصيتين: الشخصية القرآنية والشخصية الأسطورية ذاكراً بأن الأولى أزهد حدثاناً وأقل فكاهة وأخف ألواناً من الأخرى... ولكنها أرسخ في التاريخ وأبعد عن مزالق الهوى، وهي التي ثبتها في النص، مخلفاً في الحواشي نتفاً من الشخصية الأسطورية كما وردت في الأحاديث أو السير أو في التفاسير المغرضة. منتهياً إلى أنه وبعد تبينه لعناصر شخصية محمد صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن أولاً والأحاديث ثانياً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وبسبب تلك الثنائية الناشبة ما بين مؤديات القرآن ومؤديات الحديث، تبقى على جانب كبير من الغموض، إلا أن تلك الشخصية، بفضل ما تفردت به من صفات فردية وسياسية ودينية، قد خلفت في العالم أثرين جليلين، لا سبيل إلى الشك في عظمتهما: القرآن والإسلام، مبيناً أنه حسبه من هذين شاهداً على أن الرسول العربي بالرغم مما يصادف في حياته في شخصية من عناصر مشبوهة وسيماء مقلقة، ليس هو ذاك الرجل الذي تضافرت على تجريحه وتشويهه بعض الأبحاث والأراء المرتكزة إما على أوهام عنصرية وإما على معتقدات مذهبية، وفي النهاية يقول المؤلف أنه أياً كان الرجل من الوجهة الإنسانية والخلقية، فلقد ترك كتاباً، وهذا الكتاب هو الركيزة التي قامت عليه واحدة من كبريات الديانات العالمية، والهدي الذي تهتدي به ملايين النفوس التواقة إلى الحق، والتي تصادف في تضاعيفه ما تصبو إليه من نور الإيمان وبواعث الأمل وحوافز الخير والتقوى. إقرأ المزيد