عصر التسلية - صقر فوق رأسه شمس
تاريخ النشر: 11/01/2006
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لم يرحل رعد عبد القادر مبكراً، ولم يمكث بيننا متأخراً! ,لد في سامراء 1953، وتوفي في بغداد 2003) فابن الخمسين، حين يصبح الرجل كهلاً يتصف بالبجالة كما تقول العرب، أما الشاعر وقد وقف على ضفاف هذا العمر فلا بد له أن يكتنز بثراء السنين، ولكنه رحل هنا كهلاً، لا ...شيخاً، وشاعراً لا يزال يفيض عطاء.
بيد أن رعد شأنه شأن كثير من شعراء العراق، في منفاهم مزدوج الجهات، ظل مشدوداً إلى لحظة لم تحن، منتظراً ومرتهباً، يكتب الكثير ويصدر الأقل خلال ثلاثة عقود وأكثر.
في نهار الثالث عشر من كانون الثاني 2003، رحل رعد عبد القادر إثر نوبة قلبية، وترك ما يترك الشعراء، بضعة دواوين مطبوعة، ومخطوطات منجزة تنتظر الطباعة أكثر بكثير مما أصدره في حياته، وأوراقاً مبعثرة، ستمثل سيرة ناقصة عن الشاعر الذي يكتب (قصيدة موته) كما عنون آخر قصيدة له في ديوان (صقر فوق رأسه شمس).
ومنذ مجموعته الشعرية الأولى (مرايا الأسئلة-1989 بدا رعد عبد القادر يسعى إلى الاشتغال على قصيدته بهدوء وهدوء ميزه بوضوح عن بقية أقرانه من بعض شعراء ما سمي جيل السبعينات الذين اتسمت تجاربهم بصخب واضح.
الهدوء في تجربة رعد في مقابل الصخب في تجربة زملائه ممن ظلوا في العراق بعد هجرة بقية زملائهم آخر السبعينات ويتمثل في المستوى الجمالي والدلالي للقصيدة التي اشتغل على كتابتها، وفي طبيعة إفصاحه عن تجربته وفي وسط صاخب بسجالات عطت في غالب الأحيان على صوت القصيدة وهي سمة أصبحت غير خافية في أية إعادة تقويم لتجربة شعراء السبعينات في العراق.
وعبر مجموعاته اللاحقة الصادرة جميعها في بغداد (جوائز السنة الكبيسة-1995) و(دع البلبل يتعجب -1996) و(أوبرا الأميرة الضائعة -2000) ترسخت هذه الطبيعة بالهدوء ذاته الذي بدأت فيه تجربة الشاعر.
مجموعتاه المنشورتان هنا (صقر فوق رأسه شمس) و(عصر التسلية) تكادان تمثلان خلاصة الحصاد الذي سعى رعد عبد القادر إلى جمعه في بذار مجموعته الأولى، وإن شكلتا مناخاً مختلفاً وغلى حد ما عن الاقتراحات الأسلوبية المتعددة التي قدمها في كتبه اللاحقة التي سبقت هاتين المجموعتين.
فمجموعة (صقر فوق رأسه شمس) وتصديرها على الغلاف بعبارة (قصيدة نثر) يجملان الجو العام للقصيدة التي يكتبها في حقل الشعر، إذ من الواضح أن الرؤية البصرية هنا وعلى نهار قوي لشمس تسطع فوق الصقر وتشير إلى تقنية الكشف عن مشهد عام وشامل، فالصقر يرى التفاصيل بصورة دقيقة وعينه تكشف عن جوانب مهملة من المشهد، وهذا هو الجو الأساس في قصائد رعد عبد القادر الأخيرة. إقرأ المزيد