مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل
(0)    
المرتبة: 13,318
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار البشائر للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد كان إبن حزم فقيه محدث. وصاحب جدل، منطيق متفلسف، كان له شغف بالأدب، واسع المعرفة، متبحّر في علم اللسان والبلاغة والسير والأخبار، ألّف في كل فن، كان شافعياً في الفروع ثم تحول ظاهرياً يناضل الفقهاء عن مذهبه.
ولقد كانت شخصية إبن حزم شخصية فذّة، ورمزاً عظيماً دل ...على إسهام الأندلسيين في ترسيخ وتأصيل الفكر الإسلامي؛ حيث انطلق من منهج إجتهادي متكامل في الفقه والأصول وعلم الكلام والأخلاق والتربية النفسية، وهذا ما دعاه إلى إعادة بناء الفقه الإسلامي والعودة للنظر في أصول هذا الفقه.
وفي كتابه هذا الموسوم بـ "كتاب الأخلاق والسير" أو "رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد من الرذائل". نرى إبن حزم غوّاصاً على الأمور قد خبر الأشياء وعجمها، فهو ذو بصر بها قد مارسها وعالجها، فوقف على أدواتها المهلكة ليصف لها الدواء الناجع، يطبب النفوس التي ناءت بهمومها، واستثقلت أوزارها، وخدعتها أضاليل الحياة الخلابة، فعمل لها عمل من طب لمن حب، بما أشرق من نور حكمته واستضاء من ثاقب خبرته في مداواة هذه النفوس العليلة.
وإبن حزم، يتميز بنفاذ عجيب إلى بواطن الأمور، والمقايسة بين الأشياء. والعجب كيف مال عن القياس، ورأى بطلانه مع أنه يقايس ويرجح بين الأمور، بحيث يتجاوز ظاهريته التي عرف بها ليغوص في بطون الأشياء، فيرجع النظير إلى نظيره ويستخرج العلل من معلولاتها. إقرأ المزيد