تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: الشركة المتحدة للنشر والتوزيع
نبذة المؤلف:إن الحكايات التي يرويها الآباء للأبناء عن فلسطين وعن الحياة في فلسطين سوف تقل شيئاً فشيئاً حتى تنقطع وتنتهي بتعاقب الأجيال وموتها، فالجيل الأول الذي عاش في فلسطين وعرف الحياة فيها، لديه أشياء كثيرة يقولها للأبناء.
أما الجيل الثاني الذي لم يعرف فلسطين ولم يعش فيها ولم يعرف صورة المجتمع الفلسطيني ...في بيئته الطبيعية؛ فليس لديه ما يقوله لأولاده، إلا ما سمعه من الآباء بعد أن تسقط من الذاكرة أجزاء منه، وأما الجيل الثالث فلن يجد لشيء الكثير ليقوله؛ وأما الجزء الرابع والخامس، فعلى الأغلب أنه لن يعرف عن فلسطين ونمط الحياة فيها سوى أنه من أصل فلسطيني، وسوى بعض الأخيلة والذكريات القديمة المبتورة، مما ظل عالقاً في الذاكرة بشكل غائم وضبابي.
وإستناداً إلى هذا يبدو لي من الأهمية بمكان، أن نسجل تراثنا الفلسطيني، وأن ندون للأجيال القادمة صورة المجتمع الفلسطيني في بيئته الطبيعية، وأن نرصد لها ملامح حياة شعبنا في وطنه وفي الظروف العادية، في أفراحه وأتراحه، بعاداته وتقاليده، بمثله وقيمه، بخرافاته وأساطيره، وأناشيده وأغانيه وآماله وأمانيه.
إن من واجبنا أن نرصد كل ذلك وأن نكتبه على الورق حتى لا يضيع، ولكي تقرأه الأجيال اللاحقة وتعرفه وتحفظه.
من أجل ذلك كتبت هذا الكتاب ولكي أساهم أيضاً بالقسط الذي علي في مقاومة الغزوة الصهيونية، إن سيرتي الذاتية لا تهم أحداً، وليس في طفولتي شيء يميزني عن غيري من أبناء ريف فلسطين، ولذلك فإني لم أقصد أن أكتب شيئاً عن نفسي ولن يجد القارئ أشياء كثيرة أو مهمة عني شخصياً، كما أنه لن يجد أثراً لأي ترتيب زمني متسلسل للأحداث والوقائع بإعتبار أني لم أهدف إلى كتابة سيرة ذاتية تقليدية أصلاً.
ولقد اخترت من واقع طفولتي صوراً ولوحات تعطي فكرة وصورة صادقة عن حياة القرية الفلسطينية، عن حياة الناس في تلك القرية وعن علاقاتهم بعضهم ببعض، عن إهتمامهم وعاداتهم ونمط سلوكهم وتفكيرهم وتصرفاتهم في شتى الظروف والمناسبات، وتلك اللوحات بمجموعها تشكل سيرة ذاتية لقرية فلسطينية في مرحلة من المراحل. إقرأ المزيد