تاريخ النشر: 01/09/2006
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"مسار قلم" هي يوميات أبو القاسم سعد الله التي بدأ بكتابتها في القاهرة في فبراير/ شباط سنة 1956 مستنداً في ذلك الى العام 1960. وقبل اليومية كتب صاحب المذكرات افتتاحية تحت عنوان (بين يدي هذه اليوميات) ملخصاً فيها ما عاشه منذ وصوله الى القاهرة في 24 سبتمبر/ أيلول سنة ...1955. ففي آخر كل يوم كان يكتب صفحة من المفكرة يلخص فيها ما قام به خلال النهار، ليعدل بعد ذلك من أسلوبه في كتابة هذه المذكرات منتهياً الأحداث الأهم التي يمر بها. وهكذا وعند حصوله على منحة الدراسة في الخارج في العام 1960 ترك حقيبة تضم شهاداته ويومياته وأوراقه عند أخيه علي سعد الله الذي كان يدرس الفلسفة في جامعة القاهرة، وهذه الحقيبة أنقذها أخوه حين جاء بها معه الى الجزائر بعد تخرجه سنة 1964، وهي التي وجد فيها هذه المذكرات في أربع مفكرات. وقد تردد الكاتب طويلاً في طبع مذكراته هذه إلا أنه قرر طبعها لما وجد فيها من فائدة للجيل الحاضر، علّها تكون أكثر فائدة للجيل اللاحق الذي سيكون أكثر تعطشاً للمعرفة عن تراث أجداده. وأسلوب كتابة هذه اليوميات بسيط جداً لا تكلف فيه، فكأنه أسلوب قصة قصيرة تراكيبها تعبر عن حكاية شفوية، ولا وجود لانطباع شخصي في أغلب ما يروي فيها ولا استنتاج انما هو المسرد ورواية الحدث أو الخبر. وأخيراً يقول صاحب هذه المذكرات بأن يومياته هذه هي بسيطة جداً بساطة المرحلة التي عاشها وبريئة براءة العمل الذي كان يقوم به وهو الدراسة في بيئة عربية غير متجددة الا بوقوع هزات في حجم العدوان الثلاثي وقرار تأميم القنال ومعركة تحرير الجزائر، والنضال ضد الصهيونية والاستعمار والتخلف. وكان رصد هذه الهزات وأمثالها هو الذي دفعه الى تسجيل مساره مساء كل يوم في ظل الحرمان الأهوج الذي جعله يتناول طعاماً مضى على طهيه ثلاثة أيام في مسكن لم يعرف ثلاجة ولا أية وسيلة من وسائل حفظ الطعام. ان هذه اليوميات لا تكشف من أسرار وإنما تعبر عن حياة طالب جزائري أيام الثورة التحريرية، طالب كان يعيش الغربة في عاصمة عربية كانت مخبراً لصنع القرارات العربية، وكانت سلطتها تمد الثورة الجزائرية بالمساعدات سراً وعلانية، وكان الطلبة الجزائريون يجدون في هذه العاصمة الأمن والعلم والعيش. فماذا ستقدم اليوميات من جديد في المعلومات؟ وماذا ستضيفه لفن كتابة اليوميات أو الاعترافات؟ وماذا تعني الواقعية التي عاش عصرها الذهبي صاحب هذه اليوميات؟ ذلك ما هو متروك لتقدير القرّاء والنقاد. إقرأ المزيد