داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب
(0)    
المرتبة: 97,864
تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة الناشر:كانت ثروة الإمام احمد على ردة المعتزلة والجهمية نابعة من صفوف الأمة ضد ما انحرفت نحوه الدولة ورجالها من الأفكار التي تحطم الدين وتفرق الصفوف، ولم تكن ضد نظام الدولة ولا أمنها ولا مبايعة خلفائها.
وقد كان جديراً برجال الحكم أن يؤيدوها ويعتنقوا مبادئها لأنها كانت في عونهم على النجاة من ...التفكك والإنحدار، غير أنهم عادوا وأخذوا بالتنكيل بها وأسرفوا غاية الإسراف.
ومهما يكن الخليفة المتوكل قد بدأ بإخماد الفتنة وعمل على إحياء السنّة فإن الآراء التي تسربت إلى فكر الامة لم يصبح من اليسير طردها ولا التخفيف من وطأتها، بل إنها لم تلبث أن أصبحت من أفلاذ علوم المسلمين التي اشتغلت بها مدارس علم الكلام.
وسارت الأفكار خليطاً من الصحيح والفاسد والنقيّ والكدر على مدى أزمنة طويلة فانطبع الناس عليها وصارت في جملتها كأنها دينهم الذي يدينون به، ولم يكن في قدرة الجهل والتأخر أن تعين العقول على التنقية لتسلم المعرفة، فمضى الأمر على سجيته حتى كان القرن السابع الهجري الذي نضجت فيه مدرسة حران.
وعلى ضوء ساطع ينظر سليم وحجة راجحة سار بنو تيمية وخفقت في آخر مسيرتهم راية تقي الدين أحمد بن عباد الحليم الذي أفرغ جهده في التنقية والتصفية والتخريج، واعتزم في جدّ وصرامة أن يبعثر الركام المختلط ليكشف عن حقيقة الشريعة الصافية، فصرخ الناس في وجهه وأصلَوْه بنار عداواتهم، وكان حراس هذا الخليط المضطرب من رجال الحكم ورجال الدين، فأصلوه عداوتهم على سواء. إقرأ المزيد