تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:"العاقر" عنوان ينتمي إلى حقل المسرح بامتياز، ويشكّل مفتاحاً لولوج الرواية يصفها مؤلفها الكاتب الأمريكي الكبير جون شتاينبك من النوع الأدبي الجديد. "المسرحة الأقصوصة" Play – Movelette ، وقد جرب ذلك من قبل في عملين هما "عن الفئران والرجال" و "أفول القمر" ، وبهذا يكون المؤلف قد قدم مسرحية ...يسهر قراءتها، وأقصوصة يمكن أن تمثل بمجرد فرز الحوار داخلها.
في هذا العمل يرصد شتاينبك حركة اربع شخصيات مسرحية، عبر مسارات سردية" متوازية" تشكل فصول المسرحية، تفترق وتتقاطع، غير أن نقاط النقاطع أقل من نقاط الإفتراق، وإن كانت جميع الأحداث تدور تحت سقف المسرح.
تبدأ "العاقر" بمشهد يكون فيه بطل المسرحية "جو شاوول" اللاعب البهلواني يهمّ بتحضير نفسه للظهور على المسرح "كان يرتدي ألبسة اللاعبين البهلوانيين المحكمة، وينتعل مشاية خفيفة، لقد دهن وجهه بالذرور الأصفر، وصبغ عينيه بالسواد، ولكن في غير عناية" وفي الخارج يبدو صياح الآلات الموسيقية المعروفة بـ "الكاليوب" و "فالتس" ، وكان يسمع زئير الأسود، وصئيّ الفيلة، ووقباع الخنازير، في هذه الأثناء يدخل "مزند إيد" الخيمة المخصصة للماكياج، وهو الشخصية الثانية في المسرحية متخذاً "ماكياجه" أيضاً، ثوب تهريجي ضخم مزركش وسترة بيضاء مرقشة بنقط حمراء كبيرة، وعندما سأل جو شاوول عن "مسز مالوي"، الشخصية الثالثة في المسرحية، أخبره بأنها قصدت مكتب البريد لتبعث بحوالة مالية إلى إبنها "توم" "أجل إلى ابنها توم، "إلى ولدي توم" ، إنه يدرس في الجامعة، كما تعرف" . أما "كوزين ويل" فهو مساعد المهرج الذي أخطأ الشبكة وتسبب في وفاة "كايثي" الزوجة السابقة لـ "جو شاوول" الذي ظل يعاني ألم فراقها "إني أعاني شيئاً من الشوق العصبي. إن ثمة شوقاً لاسعاً تحت جلدي".
عبر هذه الوقائع تدور "العاقر" لتقول لقارئها وعلى ألسنة الشخصيات العلاقة الجدلية بين الحياة والمسرح، وأن هذه العلاقة، على جدليتها فإن تأثير قطبها الأول (الحياة) هو الأقوى، وبهذا المعنى يغدو المسرح في الرواية واقعاً معيشاً يمكن للمؤلف أن يتناوله، وليس مجرد فن أدبي تجري متابعته على المسرح. إقرأ المزيد