التأريخ في العصور الوسطى الإسلامية دراسة نقدية في المناهج
(0)    
المرتبة: 445,478
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الحداثة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يبتغي هذا الكتاب الوقوف على المناهج التي واكبت حركة التدوين التاريخي، ومتابعة تطورها بالاعتماد على تفاصيل تاريخية محددة: طالت الأولى القرنين الأولين الهجريين، فدرست أنواع الكتابة المحتضنة الصورة الأولية للخبر بدء بالسيرة النبوية التي اشتهرت فيها المدينة، بالتوازي مع الأخبار التاريخية التي اختصت بها أقاليم الدولة الأولى ولا سيما ...العراق، فكان الخبر القبلي نقطة البداية أو المنهج الأولي للكتابة التاريخية، ثم تحول إلى إقليمي، وهكذا تدريجاً إلى انعتاق شبه كامل من الإقليمية.
وعالجت الثانية مرحلة القرن الثالث الذي تطورت فيه نسبياً الصورة التقليدية للخبر، فتوضحت معالمه تدريجياً وإن استمر تاماً بذاته ولذاته مع بداية انعتاق، بحدودها الدنيا من الذاتية ليصبح محركاً لما سيليه أو نتيجة لما سبق، وهو أمر كان نادر الحدوث، إنما أرسيت فيه المناهج الشكلية المتعددة بكل أبعادها ومستلزماتها: كالتأريخ الحولي الذي تطور مع الطبري، والتأريخ حسب الموضوع الذي أرساه البلاذري، وتميز به اليعقوبي جامعاً بين النمطين السابقين بمنهج خاص به، لا يجوز تصنيفه حولياً صرفاً، ولا حسب الموضوع بحصرية الكلمة والمنهج.
وكان البارز في هذه المرحلة الثانية هو وضوح النظرة التاريخية، التي صارت تؤكد على مركزية السلطة رغم التجزؤ في القرار السياسي بفعل ازدواجية السلطة بين الخلفاء والعسكريين الأغراب المتسلطين عليهم، كما بنشوء الدويلات، وما أعطاها أبعاداً جديدة يشهد عليها عالمية التاريخ التي اختص بها بعض المؤرخين، ما استوعبت مؤلفاتهم نظرة القرآن إلى العالم، وصارت أكثر وفاء للرؤية الإسلامية العامة إلى التاريخ وإلى الكون، ومتوائمة أيضاً مع واقعية السلطة من حيث قدرتها السياسية والعسكرية. إقرأ المزيد