تاريخ النشر: 01/07/2006
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"مبتسماً تقدم الزير من المشنقة وقف على منصة الإعدام قال لهم أنه يرفض الموت مقيداً وأبى أن يموت إلا بيدين طليقتين مخضبتين بحنّاء العريس محررتين من كلّ قيد فتحطمت السلاسل بين يديه تحطم القيد أمام عيونهم الذاهلة، شمخ رأسه فكان أشد على لقاء الموت من صمّ الصخور والمستر بايك ...يلفّ الأنشوطة حول عنقه وقال الزير إن الثلاثة الذين قتلهم هم من اليهود الغرباء ولم يقتلهم إلا لأنهم جاءوا ببارودهم ونارهم ليقتلوا شعبه، وابتسم، لكن الضابط الآخر كان يشد حديد المشنفقة فينعقد الحبل حول الرقبة يرفرف جسد المشنوق، ترفرف الحنّاء في يديه، يتدلى على الحبل فيطير العصفور بألوانه المعدنية ليحطّ بأجنحته وابتسامة البطل الأخيرة على أسوار عكا، فيرتفع صوت الأذان الله أكبر، وتقرع أجراس الكنائس ويوغل الليل في أرض الظلمات. مع خطواتهم المتعجلة، كانت عيون الرجال التي تقدح شرراً وتشبه عيون الضراري الجائعة تشهد شيئاً غريباً... رأت عيون الرجال نيراناً تنبثق فجأة لتشتعل في كومة خطب كانت هناك، كأنما شهاب من السماء سقط عليها، دون إنذار أو توقع، وأضرمها بلمح البصر! توقف الرجال مشدوهين في أماكنهم... تصلبت أقدامهم... تحولت إلى حطب يابس. انطفأ في عيون الرجال البريق. توقفت العيون عن إطلاق شررها... تحوّلت إلى قطع من الزجاج البارد، وهي تراقب عصفوراً أزرق داكن الزرقة، يخالطه أخطر يلمع بمعدنه الصلب، موشحاً بحمرة شقائق النعمان الدموية، وبكل ألوان الطيف، وهو يفرّ في الفضاء... يطير عصفور الشمس محلقاً في البعيد البعيد، ذاهباً نحو منزله الذي هناك، في الشمس التي تتدلى في الأفق، تشيعه عيون الرجال وهو يخفق سابحاً في الفضاء الأزرق الفسيح".
في مناخات تضج بالمتناقضات... الإخلاص.. الخيانة، الحب.. الكره، المثالية.. اللاأخلاقية، الصدق.. الخداع.. والواقعية.. الخيال تجري أحداث هذه القصة التي تحكي قصة رهيفة ورجال ثلاث قادوها إلى حافة الرذيلة، وانتقامها منهم. وتتداخل في ثنايا تلك الأحداث قصة أهل تلك القرية، قرية رهيفة التي هي عكا بحكايا رجال مخلصين دفعوا أرواحهم ثمناً لحرية قريتهم التي كانت في أيدي المحتلين اليهود، وأيدي العابثين بناسها رجال الإنكليز. إقرأ المزيد