أعلام الهداية - محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم 'خاتم الأنبياء'
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:حمل الأنبياء وأوصياؤهم مشعل الهداية الربانية منذ فجر التاريخ وعلى مدى العصور والقرون، ولم يترك الله عباده مهملين دون حجة هادية وعلم مرشد ونور مضيء، كما أفصحت نصوص الوحي، مؤيدة لدلائل العقل، بأن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه، لئلا يكون على الله حجة، فالحجة قبل الخلق ...ومع الخلق وبعد الخلق، ولو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة. وقد تولى أنبياء الله ورسله وأوصياؤهم الهداة المهديون مهمته الهداية لجميع مراتبها، من أجل ذلك سلكوا طريق الهداية الدامي واقتحموا سبيل التربية الشاق، وتحملوا في سبيل أداء المهام الرسالية كلّ صعب، وقدموا في سبيل تحقيق أهداف الرسالات الإلهية كل ما يمكن أن يقدمه الإنسان المتفاني في مبدئه وعقيدته، ولم يتراجعوا لحظة، ولم يتلكأوا طرفة عين. وقد توّج الله جهودهم وجهادهم المستمر على مدى العصور برسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وحمّله الأمانة الكبرى ومسؤولية الهداية بجميع مراتبها، طالباً منه تحقيق أهدافها، وقد خطا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق الوعر خطوات مدهشة، وحقق في أقصر فترة زمنية أكبر نتاج ممكن في حساب الدعوات التغييرية، وكانت الحصيلة تقديم رسالة كاملة للبشرية تحتوي على عناصر الديمومة والبقاء وتزويدها بعناصر تصونها من الزيغ والانحراف وتكوين أمة مسلمة تؤمن بالإسلام مبدأ، بالرسول صلى الله عليه وسلم قائداً، وبالشريعة قانوناً للحياة، ثم تأسيس دولة إسلامية وكيان سياسي يحمل لولاء الإسلام ويطبّق شريعة السماء وتقديم الوجه المشرق للقيادة الربانية الحكيمة المتمثلة في قيادته صلى الله عليه وسلم. ولتحقيق أهداف الرسالة بشكل كامل كان من الضروري استمرار القيادة الكفوءة في تطبيق الرسالة واستمرار عملية التربية الصحيحة باستمرار الأجيال على يد مربٍّ كفوءٍ يكون قدوة حسنة في الخلق والسلوك كالرسول صلى الله عليه وسلم يستوعب الرسالة ويجسدها في كل حركاته وسكناته.
من هنا كان التخطيط الإلهي يحتم على الرسول صلى الله عليه وسلم إعداد الصفوة من أهل بيته، وكان أئمة أهل البيت خير من عرّفهم النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بأمرٍ من الله تعالى لقيادة الأمة من بعده. من هنا فإن سيرة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت عليه السلام تمثل المسيرة الواقعية للإسلام بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ودراسة حياتهم بشكل مستوعب تكشف لنا عن صورة مستوعبة لحركة الإسلام الأصيل الذي أخذ يشق طريقه إلى أعماق الأمة بعد أن أخذت طاقتها الحرارية تتضاءل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتبلورت حياة الأئمة الراشدين في استمرارهم على نهج الرسول العظيم وانفتاح الأمة عليهم والتفاعل معهم، فكانوا هم الأدلاء على الله وعلى مرضاته، والمستقرين في أمر الله والتامين في محبته، والذائبين في الشوق إليه، والسابقين إلى تسلق قمم الكمال الإنساني المنشود. وقد حفلت حياتهم بأنواع الجهاد والصبر على طاعة الله وتحمّل جفاء أهل الجفاء حتى ضربوا أعلى أمثلة الصمود لتنفيذ أحكام الله تعالى، ثم اختاروا الشهادة مع العزّ على الحياة مع الذلّ، حتى فازوا بلقاء الله تعالى بعد كفاح عظيم وجهاد كبير.
هذا وليس باستطاعة المؤرخين والكتاب الإلمام بجميع زوايا حياتهم العطرة مدّعين دراستها بشكل كامل. من هنا فإن هذه الدراسة إنما هي إعطاء قبساتٍ من حياتهم، ولقطات من سيرتهم وسلوكهم ومواقفهم التي دوّنها المؤرخون واستطاع المؤلف اكتشافها من خلال مصادر الدراسة.
إن هذه الدراسة لحركة أهل البيت عليهم السلام الرسالية إنما تبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله وتنتهي بخاتم الأوصياء محمد بن الحسن العسكري المهدي المنتظر. يختص الكتاب الأول بدراسة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جسّد الإسلام بكل أبعاده، في جميع مرافق حياته: الفردية والاجتماعية، وفي ظروف اجتماعية وسياسية عصبية فأرسى قواعد القيم الإسلامية المثلى في واقع الفكر والعقيدة وفي أفق الخلق والسلوك وأصبح نبراساً على مدى العصور، يشع بالإيمان والطهر والبهاء للعالمين. وأما الكتاب الثاني فقد اختص بدراسة حياة الإمام علي بن أبي طالب أول أئمة أهل البيت عليهم السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المجسد للإسلام في جميع مجالات حياته الشريفة.
ويتناول الكتاب الثالث حياة فاطمة الزهراء عليها السلام تلك المرأة الأسوة وهي الثالث في أعلام الهداية التي تمثلت في حياتها كل جوانب الشريعة روحاً وعملاً وسلوكاً، وهي التي لقبها النبي صلى الله عليه وسلم بـ"سيدة نساء العالمين". وجاء الكتاب الرابع حول حياة الإمام الحسن بن علي المجتبي عليه السلام ثاني أئمة أهل البيت بسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد شباب أهل الجنة. ودار الكتاب الخامس حول حياة الإمام الحسين بن علي عليه السلام وهو المعصوم الخامس من أعلام الهداية والثالث من الأئمة الاثني عشر الذي روّى بدمه الطاهر ودماء أهل بيته وأصحابه الأبرار شجرة الإسلام العظيمة.
وتناول الكتاب السادس بالدراسة حياة الإمام علي بن الحسين زين العابدين الرابع من الأئمة الاثني عشر المجسد للإسلام بكل أبعاده في حياته الفردية والاجتماعية. واختص الكتاب السابع بدراسة الإمام محمد بن علي الباقر. والثامن من هذه الكتب تناول حياة الإمام جعفر بن محمد الصادق المعصوم الثامن من أعلام الهداية الربانية في دين الإسلام وكل مذاهب المسلمين مدينة إلى علمه وفقه واختص الكتاب التاسع بدراسة حياة الإمام موسى بن جعفر التاسع من أعلام الهداية المجسد للكمالات النبوية في العلم والهداية والعمل والتربية والذي توسعت بجهوده العلمية الجبارة مدرسة أهل البيت واتضحت معالمها وأينعت ثمارها ولا زلنا نتفيأ تحت ظلالها إلى عصرنا هذا. أما العاشر من الكتب في هذه المجموعة فقد تناول بالدراسة حياة الإمام علي بن موسى الرضا المعصوم العاشر من أعلام الهداية والذي تمثل في حياته كل جوانب الشريعة فكان نبراساً ومثلاً أعلى للبشرية بيد خاتم المرسلين وآبائه الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
واختص الكتاب الثاني عشر بدراسة الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام المعصوم الثاني عشر من أعلام الهداية. وعني الكتاب الثالث عشر بدراسة حياة الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام وهو الحادي عشر من أئمة أهل البيت الاثني عشر عليهم السلام الذين استخلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر من الله ونصّ على إمامتهم وخلافتهم له وجعلهم أمناء على شريعته وأمته من بعده. وحول حياة الإمام المنتظر محمد بن الحسن المهدي الذي وعد الله به الأمم جاء الكتاب الرابع عشر والإمام المهدي المنتظر هو الذي سيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ويتناول الكتاب الحادي عشر بالدراسة حياة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام وهو المعصوم الحادي عشر من أعلام الهداية والذي تمثلت كل جوانب الشريعة في حياته فكراً وخلقاً وسلوكاً. إقرأ المزيد