طوق الحمامة في التداوي بالحجامة
(0)    
المرتبة: 61,784
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:الجماعة فن علاجي طبي قديم، عرفته المجتمعات البشرية السابقة، من مصر القديمة لدى الكثير من المجتمعات البشرية، من مصر القديمة غرباً، إلى الصين شرقاً، فقد عرفها وألفها الصينيون والبابليون والفراعنة، والهنود والعرب، ولا يغيبن عنك أن الحجامة مع الإبر الصينية من أهم ركائز طب الصين التقليدي.
وقد كان الحجامون القدماء ...يقطعون أطراف القرون المجرفة لبعض الحيوانات، والفروع القوية لأشجار البامبو، ويستعملونها كمحاجم، يضعونها على مواضع الحجامة من أبدان المرضى، ومع مرور الزمن، وتطور الآلات، استعملوا بدلاً من الكؤوس الزجاجية التي تفرغ من الهواء بحرق قطعة من القطن أو الورق داخلها.
وقد عرفها العرب قبل الإسلام، ربما تأثراً بالمجتمعات المجاورة، بل واستعملوا في الحجامة طريقة لعلهم لم يسبقوا إليها، كانت تعرف بـ"حجامة دودة العلق Blood-Sucking Leech، وهي: دويدة حمراء تكون بالماء، تعلق بالبدن لتمص الدم المحتقن في أماكن الورم كالحلق، فكانوا يجمعون ذلك الدود، ويحبسونه يوماً أو يومين بلا طعام، ويستخرجون جميع ما بأجسامها لتشتد وتجوع، ثم يعلقونها على مواضع الورم، لتمصه مصاً قوياً.
ولما جاء الإسلام أقر الحجامة، بل وجعلها فرعاً من فروع الطب النبوي المتلقى بالوحي عن الله، فقد احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام أجره، وندب أمته إلى التداوي بالحجامة، وقال: "خير ما تداويتم به الحجامة"، وقال: "إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري".
والكتاب الذي بين يدينا يسعى لإلقاء الضوء على سبل التداوي بالحجامة، حيث يكشف أولاً عن الأحاديث النبوية التي دعت للتداوي بالحجامة، من ثم يكشف النقاب عن الأصول العلمية لتأثير الحجامة على الجهاز الدولي، مستشهداً بآراء عدد من الأطباء المتخصصين في أدق أفرع الطب العلاجي عن الحجامة.
كما وبين أوقات الحجامة، والأحكام الفقهية التي جاءت بها، ورد على كم من الأسئلة الهامة التي تظهر مسائل خافية في الحجامة منها: هل للمحتجم أن يحلق قفاه دون سائر الرأس؟ إن احتجم المحرم فهل يغتسل أو يتوضأ؟ هل الحجامة مرخصة للصائم؟ هل يضمن الحجام إذا تلف شيء يفعله؟ وغيرها... إقرأ المزيد