الخلافة والملك ؛ مباحث في سير الملك ومبادئ الخلافة
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار الكتاب العزيز
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كان الرسول صلى الله عليه وسلم البشير على مثل ما اختصت به العقيدة من مزايا وخصائص، فهو سيد من بعثوا للتعريف بأحكام الله وبيان أصولها، وخير من تحمل أعباء الهداية وأداء الرسالة. أما منهج الدعوة، وقواعد بلاغها، فكانت من مصدر العقيدة، وأصل وجودها، مبينة في القرآن الكريم، بحكمتها في ...رعاية البشرية، وأسبابها، ومعروضة في ثنايا أبناء الأمم، ووقائع التاريخ بوصف يظهر تطور الشرائع وسير الأديان، ومقاصدها.
ومما يتشرع به المسلم، أن كل حكم لله في شريعته وكل فعل من أفعاله سبحانه وتعالى هو لمصلحة العباد ونفع المخلوقين، فإذا أخذ العمل هيئة الرسالة، واتصف بقواعد النبوة وأغراض الرسالات، كان الأمر جماعاً لمصالح، وخلاصة لخير الدنيا والآخرة، تترابط عناصر وجودها، دعوة وداعية، وقاعدة. وفي سيرة الداعي، وعمل المبشر، تتمثل النشأة التي يتأثر بها النحو ودوام نصوصها وبقاء مقاصدها، لأن لشخصية النبي المرسل (ص) رموزاً ومعانٍ يجب أن تبقى مضيئة نيرة مشعة، إلى ما في حياته (ص) من تفصيل يبين الأحكام والأصول ويوضح مجملها، ويقيد مطلقها، ويخصص عامها، فتنطوي السنة على تحديد مفهوم السلطان في واقع الإمارة أو الولاية كما يوجبه العدل الإسلامي.
وبعد فهذه مباحث في "الخلافة والملك" تعنى بتفاصيل أصولها ومتغيراتها، تلتزم التدرج في النظر إلى واقع نفوذها وحدود نفاذها، وتقوم على منهج من التفكير يتعب الحق، ويتابع الشواهد. وكان من حق النبوة أن تكون في اسم الكتاب وعنوانه، إلا أن المؤلف آثر قصره على "الخلافة والملك" لأن من أغراضه الرئيسية التدليل على آثار الخروج على مبادئ العدل في الإسلام، وكيف تحولت الخلافة إلى مُلْك عضوض، وهي في واقع أمرها وحقيقة مبدئها إمامة أو خلافة نبوية، وتحاشياً لأي نقاش، منبعثاً عن الدفاع عن مسارات السلطان وانحرافات الحكام توخى المؤلف الرد من خلال عرض واقع الخلافة بكمالها واستقامتها، ورأى أن إبقاء "الخلافة والملك" على معنى المعارضة وقصد المباينة أكثر تنبيهاً وإيحاءً، بحيث تم تقديم "الخلافة" أصلاً ومن بعدها "المُلك"، وتمت إحاطتها بدءاً بأمارات لا تحمل على الظن بالمقابلة أو المساواة بل تشير إلى أعضاء الخلافة في عهد كمالها، وانحسارها عمّا سواه.
كما أن تفصيل المبحث المتعلق بالنبوة وتسلسله يمهد إلى المقارنة التي تستجمع كليات التصور إلى الاعتقاد بما في المبحثين التاليين له في حقيقة اتفاق النبوة وماهية الخلافة في مهارتها الشرعية ومعاملاتها، واختلافها من الملك الذي يحتمل النقيض في مورد واحد يكفي أن يعم، فضلاً عن صفات وموارد أخرى، يظهر فيها افتراق النبوة عن خط الملك وهذا المورد هو ما يكمن في خفايا الجزيرة ومظاهر نظمها، كما يظهر أيضاً في صفات النبي الكريم (ص) وشمائله. وعليها كان الحديث في مبحثين من الكتاب. إقرأ المزيد