الزواج المؤقت قديماً وحديثاً
(0)    
المرتبة: 109,584
تاريخ النشر: 01/03/2006
الناشر: دار الحرف العربي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:اعتنى العلماء والدارسون منذ القديم بدراسة النكاح كظاهرة إنسانية لها تأثير كبير على بناء الأسرة كوحدة اجتماعية متماسكة تهدف إلى حماية الفرد وإصلاحه، وقد ترسخ في الأذهان منذ القديم أن في صلاح الأسرة صلاح للمجتمع وأضحى ذلك هدفاً سياسياً لكل التجمعات الإنسانية. ويعتقد كثير من المفكرين أن من أسباب ...انحلال الأمم وسقوطها هو انحلال الروابط الاجتماعية بين أفراد الأسرة، ومن هنا جاءت أهمية هذا البحث.
وقد تشعبت دراسة النكاح إلى دراسات قانونية تعني بتسطير المواد القانونية الكفيلة بتنظيم هذه العلاقة ومعالجة آثارها بشكل يحقق الهدف المرجو عن طريق الإجبار الذي تمارسه السلطة. ودراسات اجتماعية تعني برصد الواقع التطبيقي والعرفي وتنبه إلى مواطن الخلل والإضرار عن طريق الرصد الواقع التطبيقي والعرقي وتنبه إلى مواطن الخلل والإضرار عن طريق الرصد العلمي الوصفي من أجل تحليل طبيعة ما ينشأ عن الزواج من علاقات وظيفية للوصول إلى أفضل السبل في معالجة المشاكل الناجمة عن التطبيق. وهناك دراسة تاريخية تهتم في تتبع المراحل الزمنية في ظهور الزواج وكيفية نشأته وأنواعه والأسباب الدافعة لتشكله على نحو معين دون آخر.
ومن الحق أن نشير إلى أن البحث الجيد يجب ألا يغفل هذه الشعب جميعاً، فالعلوم أضحت مترابطة فيما بينها تكمل كل منها الأخرى ويجب علينا ألا ننظر للأشياء من زاوية واحدة وإغفال بقية العوامل المؤثرة. وهذا البحث وإن كان من طبيعته أنه تأريخي إلا أننا لم نغفل الجوانب الأخرى ما أمكننا ذلك.
هذا البحث والذي انصب على دراسة النكاح المؤقت وأشكاله عند العرب قبل الإسلام وبعده مع إشارة مقارنة إجمالية لما عليه الأمم الأخرى من أجل توضيح الصورة واكتمالها في البحث.
وما يكشف عنه هذا البحث هو أن الزواج المؤقت موجود عند جميع الأمم قديماً وحديثا وإن تعددت أشكاله واختلفت التبريرات التي قيلت فيه. ويكشف أن هذا النظام هو غالباً من صنع الرجل استجابة لرغباته وحاجاته المتعددة الجوانب. كما يتضح مسايرة المرأة له في هذه الرغبات في الغالب رغم أن كثيراً من جوانب تنظيمه لا تتفق وحق المرأة في الاستقرار وما يتبعه من حقوق قبلت التنازل له عنها مرغمة بسبب الظروف التي حولها. فالرجل في هذا النوع من الزواج هارب من الارتباط الدائم بامرأة بعينها. ويحقق له التنقل بين النساء إشباعاً لرغباته الجنسية والنفسية، كما أنه هارب من التزامه بالسكن والنفقة وربما الأولاد رغم أن بعض التنظيمات تلزمه بالنسب، ومن هنا يتضح تقلص التطبيقات لهذا النوع من الزواج حتى عند من يبيحه. كما ينتج عن هذا النوع من الزواج مشاكل اجتماعية وصحية. إقرأ المزيد