جورج حاوي: مواقف القائد وشهادات الرفاق
(0)    
المرتبة: 69,808
تاريخ النشر: 01/12/2005
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:لا يحتاج جورج حاوي إلى التعريف به. فهو كان، على امتداد حياته السياسية، التي لم تطل كثيراً، بفعل الاغتيال الذي طاوله وطاول صديقه سمير قصير، وطاول قلهما الرئيس رفيق الحريري، عميق الحضور في حياة لبنان وفي أحداثه، وفي حياة المنطقة وفي أحداثها. وقد تحول، منذ وقت مبكر، وبسرعة مذهلة، ...إلى شخصية لبنانية وعربية مرموقة. بل هو تجاوز، وهو في سن الشباب، حدود لبنانيته وعروبته إلى المدى الأوسع عالمياً، ليس فقط كقائد لحزب لبناني عريق هو الحزب الشيوعي، مكملاً بسيرته، في ظروف جديدة مختلفة، سيرة رفاقه الرواد الأوائل، فؤاد الشمالي وفرج الله الحلو ونقولا شاوي، بل حتى بعد أن غادر موقعه في الأمانة العامة للحزب الشيوعي، واتخذ صفة الشخصية الديمقراطية واليسارية المستقلة.
من هنا فإن مهمة هذا الكتاب لا تبتغي التعريف بجورج حاوي. فلهذا الكتاب وظيفة أخرى ذات أهمية تتمثل بإلقاء المزيد من الأضواء على جوانب هامة وأساسية في سيرة هذا القائد والمفكر الكبير، يعرفها القليلون ويجهلها الكثيرون. تساهم في هذه الوظيفة في الكتاب كتابات ثلاث من رفاق درب جورج حاوي، اثنان منهما، كريم مروة وجورج البطل، من رفاق العمر، والثالث سمير مراد، من رفاق المرحلة الذهبية في حياة جورج. وترتدي أهمية خاصة، في هذا المجال، القراءة الواسعة والشاملة لسيرة جورج حاوي التي اجتهد جورج البطل، من موقع المعرفة الكاملة برفيقه منذ أن كان يافعا في توثيقها بدقة، لكي تكون مرجعاً أساسياً لمن يريد مزيداً من المعرفة عن سيرة جورج حاوي في مراحلها المختلفة، وعن الأساسي في شخصيته المميزة. وقد حرص جورج الطبل في قراءته هذه السيرة رفيقة، على أن يدمج بين السيرة الذاتية لجورج حاوي وسيرة الحزب الذي أمضى زهرة عمره في صفوفه وفي قيادته، وبين الأحداث الكبرى التي شهدها لبنان وشهدتها المنطقة خلال ما يقرب من نصف قرن.
أما المقالات الآخران، "العشاء الأخير مع جورج حاوي" لكريم مروة، و"عندما قال جورج حاوي للشيوعيين: احترام الميت دفن الجثة لمسير مراد، فإن دورهما في الكتاب يتمثل في كونهما يركزان قراءة وتحليلاً، على الطابع الريادي عند جورج حاوي في التعامل مع الأحداث والوقائع في بلاده وفي العالم بواقعية وبراغماتية السياسي المحترف، المتقرنتين بالنقد والتحليل، وفي استشرافه للمستقبل بروح الثائر المناضل من أجل التغيير، التغيير في بلاده والتغيير في العالم، على قاعدة منهج ماركس الجدلي، أي وفق شروط العصر وتحولاته، لا خارجها.
غير أن القسم الأهم في الكتاب إنما يتمثل في النصوص التي تم الحرص على انتقائها بعناية فائقة من تراثه الفكري، وهي نصوص تشير، بوضوح، إلى غنى هذا التراث الفكري، وإلى التطور الذي كان يحصل في فكر جورج، مع تطور الأحداث التي كان يشهدها لبنان والعالم، في المراحل المختلفة من حياته، سواء في المرحلة التي كان قد أصبح فيها قائداً سياسياً مرموقاً في الحزب الشيوعي اللبناني وفي الحركة الوطنية اللبنانية، وفي الوسط السياسي اللبناني بعامة، أم في المرحلة التي غادر فيها موقعه في قيادة الحزب الشيوعي، وأصبح شخصية سياسية مستقلة. إقرأ المزيد