أيام في القاهرة (.. وليال أخرى)
(0)    
المرتبة: 13,155
تاريخ النشر: 01/02/2006
الناشر: دار الكنوز الأدبية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:حملني سائق التاكسي وأنا في هزيع الليل الأخير، وقد جللني أسى التأخير، ينتظرني بعض الأصدقاء، فأخرجت الجوال كبدوي تحضر أخيراً، لأبلغهم بوصولي، ولكن الجهاز البارد بقي يبحث طوال الرحلة عن بوصلة، وكنت أدفع ثمنها من أيام القاهرة وجماليات معرض الكتاب البهيج، وأتوجها بمتاعب التنقل من فندق إلى آخر ومن ...شقة إلى أخرى، حتى قابلت "وردة" في اليوم الثالث.
دخلت فندق "البارون" وكانت قلعته التي صممها وسكنها وخطط بناء "مصر الجديدة" المهندس العالي "بارون"، لما تزل على حالها تشعلها الأضواء من الخارج فتتداخل ستائر الظلام مع أبهة البناء المتداعي ورغم اتخاذ عبدة الشيطان هذا القصر مقراً لهم قبل عدة أشهر، إلآ أن كل ذلك قد أضفى على الموقع بعداً أسطورياً توج هاماته البعيدة وطرح أمامي أسئلة عديدة عن المبنى والمعنى والاختيار شغلتي حتى جلست في غرفتي، فتذكرت صديقنا الجميل عبد العزيز مشري الذي عشق فندق الفراعنة عاملة البدالة، وأحاله من "نزل" متواضع يقبع في أحد شوارع قلب القاهرة الفرعنة، إلى رمز لا يذكر إلا ويحضر عبد العزيز معه وبعض من تفاصيل قصصه ورواياته خاصة رواية "في عشق حتى"، حين أصبح الفندق وغرفه ومطعمه، مناخاً أبدع فيه الروائي مطاردة "حتى وتتبعها من منزل إلى آخر وبلغ به السفر أطراف الإقليم البعيدة، باحثاً عنها... متأملاً عاشقاً ونزقاً كالعصافير، ولكنني أقفلت باب الذكريات لأعود لها لاحقاً وقلبي حفلة تتأهب لاحتضان القاهرة بكل ما فيها من تناقضات الحرية والكبت، والثقافي والعفوي، وابتسامات النيل الساحرة إزاء بؤس الحارات الخلفية.د
المدن الكبرى هي التي تسحقك بضجيجها في النهار وتؤنسك باستمرار حياتها في الليل فتغفر لها قسوتها حين تخرج بعد منتصف الليل، فتلقى الشوارع مكتظة بالبشر والسيارات والمحلات المفتوحة حتى الصباح بحثت عن "تاكسي" وأسرعت إلى شقة "أبو يعرب" فوجدت الأصدقاء ينتظرونني.
كم هو ممتع ذلك المساء الذي تستمع فيه إلى أحاديث الذاكرة الشابة والعنيفة للأستاذ عبد الكريم الجهيمان وتصغي فيه إلى ذكريات فهد العريفي المضيئة وتقفز فيه طرباً مع ضحكات محمد العلي والآخرين حوله.
هؤلاء الأصدقاء أعرفهم جيداً هنا، ولكن لماذا يكونون بهذا الجمال والعذوبة والظرف وروح الدعابة تحت سماء القاهرة؟نبذة الناشر:هل نبحث في هذا الكتاب عن علي الدميني الشاعر الذي ساهم بقصائده في وقت مبكر من زمن المجتمع السعودي الحديث في تحويل ذهب المعلقات إلى ماء. فأجراه حراً حلالاً بين أيدي من كان يتخطفهم ظمأ الصحراء؟
هل يمكن في هذا الكتاب الفكاك من التعرف بذلك المثقف الوطني الذي ناضل بالقلم وبأغصان العمر من أجل عيون المترعات بالجمال والتحدي من قضايا الحرية والعدل والسلام؟
هل بين السطور نجد على الدميني الكاتب والناقد الذي انهمر من غابات الباحة بأعلى جبال السروات إلى قاع المدن من جدة إلى الظهران والخبر ليشارك في فتح نوافذ جديدة لهواء طلق يدخل البنية الثقافية على الساحة المحلية ممزوجاً بالحلم العربي وبالأفق العالمي للعمل الإبداعي.
هل يختفي أو يتجلى في خفق ما ستقرؤون من كتابات داخل هذا الكتاب لصاحب "الغيمة الرصاصية" تلك الرواية التي "شاغبت" القراء والنقاد بما أثارته من شجن التباسات الطقس بين الصحو والعواصف؟
إلا أن دهشة المفاجأة أن هذا الكتاب يكشف تعددات أخرى في شخصية على الدميني كشاعر وككاتب، كما يكشف عن ذلك الإنسان المترع بحب الحياة والمولع بشقاواة الطفولة. فوردة مصر والأصدقاء وصخب الشوارع ومعرض الكتاب والعلاقات العابرة أو الخالدة والقراءات النقدية الجادة لبعض الإنتاج الإبداعي المحلي، وهاجس الموت المشتهى بين شهادة في الشعر وشهادة على الشعر، ليست إلا مشاكسات ولد يركض خلف الفراشات، بقدر ما هي تأملات عميقة لمبدع يحتفي بالعزلة، مثلما لا يقاوم نداء الفضاءات والتحديات، الحقيقي منها والمتخيل.
فوزية أبو خالد إقرأ المزيد