تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار إحياء التراث العربي، دار الثقافة
نبذة نيل وفرات:فضائل القرآن، أو ثواب القرآن عنوان لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعلم القرآن وتعليمه عموماً أو في حق بعض الآيات والسور من الفضل والثواب والأجر الدنيوي والأخروي...
ويلحق بها المصنفون في هذا الباب مسائل أخرى تتعلق بالنص القرآني ككتابه وحفاظه... وهي في واقع الأمر تنضوي تحت ...هذا الباب من جهات عديدة، فلولا القرآن الكريم لما ارتفع لكتابه ولحفاظه ذكر ولما كانت لهم تلك المنزلة وهذا القدر... وقد بدأ التصنيف في هذا الباب مبكراً فجمع الأئمة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم في ثواب القرآن وفضله.
والكتاب الذي بين يدينا يأتي في إطار الكتب التي صدرت حول هذا الموضوع وقد ألفه الإمام النسائي مستقبلاً، وعلى الرغم من صغر حجمه حيث ضم مائة وستة وعشرون حديثاً إلا أنه يعد من أنفس وأجمع ما كتب في هذا الموضوع المحدد وذلك من جهات عديدة: 1-تناول لبّ القضايا الكبرى التي تتعلق بتاريخ النص القرآني، كيفية نزوله، ومدة النزول وجمعه وكتابته، ونقله... 2-ذكر أبرز وأهم ما صح في فضائل السور والآيات بناء على منهجه الذي سنشير إليه بعد قليل. 3-استعراض الأبواب التي تتعلق بموقف المسلم حيال هذا النص الكريم في تلقيه وتعلمه، واستذكاره وتعاهده، ثم بالتزام تعاليمه والوقوف عند حدوده، باتباع ما فيه والعمل به ثم في أدائه، وكيفية الأداء والتبليغ، من تزيين للصوت والتغني به، وقراءته عن ظهر قلب وعلى الدابة، وعلى كل الأحوال.
ثم بتعظيم هذا القرآن الكريم بالإنصات مع الخشية عند سماعه، وترك المراءاة فيه والابتعاد عن الممارسة والجدال، وعدم الإقدام على القول فيه بغير علم، ولا أهلية ولا معرفة. وبناء على المنهج الذي سلكه النسائي في مصنفاته فقد خلا هذا الكتاب من الأحاديث الضعيفة الواهية والموضوعية.
وقد تفرد الكتاب بأحاديث دون الستة يتبينها القارئ من التخريج والكلام على الأحاديث وساق فيه أحاديث بأسانيد خاصة به، مما يزيد الأحاديث الواردة في غيره قوة وشهرة. ونظراً لسبق المؤلف الزمني، ومكانته وإمامته وانتقائه هذا للأحاديث فإن هذا الكتاب يعد ثالث ثلاثة كتب هي أم هذا الباب وجماعه وهي: كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام وكتاب فضائل القرآن الموجود في صحيح البخاري، وكتابنا هذا، ومن هنا فلا يستغني عنه باحث في القرآن الكريم وعلومه، أو في السنة وعلومها.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "فاروق حمادة" بتحقيقه حيث سعى لترقيم الأحاديث وتخريجها، جاعلاً أساس ذلك الكتب السنة وما علا عليها إسناداً، كما واهتم بالترجمة بعض الرواة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بما يكشف قيمة الحديث، ولم يفته أن يعلق على نصوص الأحاديث بما يوضحها ويكشف المراد منها مثبتاً ما اعتقد أنه الصواب. إقرأ المزيد