قديسات وملكات من المشرق السرياني وجزيرة العرب
(0)    
المرتبة: 193,743
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: قدمس للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تنطلق الديانات السماوية في نظرتها إلى المرأة من عملية الخلق. فالله تعالى خلق الإنسان على صورته ذكراً وأنثى خلقهم. ولكن المرأة مرت في عصور وظروف تباينت فيها نظرة المجتمع إليها، وفي أغلب الأحيان تحكم الرجل بالمرأة. ونما هذا التحكم إلى حد الاستبداد والتعسف. فتنادت أوساط أخرى لتغيير أوضاع المرأة ...في مختلف مجالات الحياة. وأدت هذه المناداة إلى الدعوة لتحرر المرأة. وتبنى هذا الفكر الرجل والمرأة. ونما هذا التحكم إلى حد الاستبداد والتعسف. فتنادت أوساط أخرى لتغيير أوضاع المرأة في مختلف مجالات الحياة. وأدت هذه المناداة إلى الدعوة لتحرر المرأة. وتبنى هذا الفكر الرجل والمرأة على السواء، خاصة في المنظمات العالمية والمؤسسات الدولية. وحصلت قناعة بأن إنماء المجتمع لا يتحقق إلا بمساواة المرأة بالرجل في الكرامة والعيش اللائق والحرية والعمل. وقد دافعت المرأة عن رؤيتها وشاركت من أجل حضورها الكامل روحياً وثقافياً واقتصادياً وحضارياً، وحتى سياسياً.
هذا الكتاب: قديسات وملكات من المشرق السريانية وجزيرة العرب، تأليف سبستين برك وسوزان هارف، الحجيري، ينفي فكرة تسلط واستبداد الرجل على المرأة في مجتمع معين. القديسات من نوعين، الأول: شهيدات أثبتن حبهن للسيد المسيح مؤسس الكنيسة.
والمعنى الاشتقاقي الفقهي يدل على اشتقاق الكلمة من الشهادة. فاستشهد بمعنى سئل للشهادة أو طلباً للشهادة، والشهادة هنا هي للإيمان الذي يدين به الإنسان ويذود عنه. ففي مجتمع الكنيسة الأول المكون من الرجل والمرأة، كان من المفترض أن تنتهج المرأة نهج الرجل في الجهر بالإيمان، وإعلانه بقوة وجرأة، تثبت مساواة الرجل بالمرأة في قضايا إيمانية تؤدي في بعض الأحيان إلى الشهادة. وفي قراءتنا لقصص الشهيدات في هذا الكتاب نرى أن مواجهة التحديات لن تميز بين موقف المرأة وموقف الرجل، فنحت أمام قضية عنوانها الحق. عل إعلان الحقيقة مرتبط بالرجل فقط؟ أم على المرأة أن تشهد له أيضاً؟ لو كانت المرأة منزوية في هذا المجتمع، وليس لها من حقوق تتساوى فيه مع الرجل لبقيت بعيدة عن تقديم شهادة حق وهي في مواجهة هذا التحدي الكبير. وكما ورد في مقدمة هذا الكتاب فإن سير المئة والثمانية والخمسين من تاريخ أعلام النساء في القرن السابع الميلادي، هي شهادة كافية لإبراز دور المرأة في حياة المجتمع، حتى في الظروف الصعبة، وفي موضوع الشهادة والاستشهاد إبراز لدور الروحانية في حياة المرأة.
وحتى عمليات التعذيب التي اتسمت بالعنف، لم تؤثر في تخفيف دور المرأة في الاجهار بالإيمان. فمن الشهادة إلى النسك كلها محطات تؤكد مساواة المرأة بالرجل تجاه الله وتجاه المجتمع. ما هو القاسم المشترك بين الأبعاد الثلاثة التي كونت شخصية المرأة في رسالتها للمجتمع؟ ربما تكون الفضيلة. فإذا ما تحلت المرأة بالفضيلة فاق ثمنها اللآلئ، على حد قول الكتاب: تنطق حقويها بالقوة وتشد ذراعيها... تبسط كفيها للفقير وتمد يديها إلى المسكين... تفتح فمها بالحكمة.
أما الملاحق فلها بعد آخر لأنها تجمع بين الفضيلة والسلطة، فهذه ماوية العرب تباري النساء الذائعات الصيت مثل سميراميس وأرتنيزيا وكليوبترا وزنوبيا، والذي اختلفت فيه ماوية عنهن أنها لم تحظ كالأخريات بذرية تخلفها. ولكن رغم ذلك فإن مواقفها المعروفة ومآثرها الجزئية كانت يوماً الموضوع الذي تداولته قصائد شعراء عرب الجاهلية. وقد بقيت سيرتها ملحمة تفصل قوة المرأة وجبروتها وسلطتها المقرونة بالحكمة، وقد تفوقت في ذلك حتى على الرجال. وعندما ننتقل إلى ثيودورا، يقف التاريخ بأسره وقفة دهشة وتعجب، ليس من جمالها الفائق وصفه وطلعتها البهية التي كانت سبباً من أسباب دخولها قصر الأباطرة، وإنما إيمانها بتعاليم الكنيسة ومواقفها من الانشقاق المرير الذي أدى إلى تفتت جسم الكنيسة. فتجلت شخصية ثيودورا بانغماسها في معركة الانفتاح أو ما يعرف في أيامنا بالمسكونية، وضربت مثلاً في كيفية الجمع بين الإيمان والعطاء في شخصية المرأة التي تتبوأ منصباً بارزاً في السلطة. إقرأ المزيد