تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:إنساني الشعور بالاستقرار العاطفي، الذي كنت بحاجة إليه، ما سبق وأثارته بعض اعترافات ندى عن مغامراتها الجنسية في كندا، من ردود فعل سلبية في نفسي، ليس لأن الحب أعمى، مثلما يقال، لست في عمر يعميني الحب فيه، وإن كان من فضائل الحب أنه "يعمي"، أحياناً، عن التفاصيل، المرئية أو ...المسموعة. فلا ترى بصيرة العاشق في المعشوق سوى الجوهر. هل هو الحرص مني على فرصة، أو واحة عاطفية، من القدر بها علي، في هذا الحيز القصير، المتبقي من العمر، أتشبث بها قبل فوات الأوان؟ لقد عرفت، في مراحل العمر السابقة، غير امرأة من اللواتي يغرقن الرجل، الذي يلتقينه، أو يطمعن بمصادقته، بفيض من الحكايات الخاصة بهن، من تلك الحكايات ما هو مختلق، ومنها ما هو حقيقي، إما لاستدرار العطف، وإما لإيهام المستمع بأن إيداعه أسرارهن دليل على الثقة به، وإما لغاية في نفس يعقوب. وغالباً ما يكون بعض تلك الحكايات مبتلاً بالدمع. لم ألمس في حكايات ندى شيئاً من ذلك، ولم يكن دمعها، إذا ذرفت، دمعاً "غب الطلب"، بل كنت أشعر باختلاج روحها المجروحة في كل مفصل من مفاصل كلامها، وكثيراً ما كانت تبكي، أثناء استرسالها في الكلام، بعينين جافتين، ولم أجد نفسي مضطراً، بدوري، إلى التظاهر بالتأثر المصطنع، حيناً، أو إكراه نفسي على التغاضي، بالكلام أو بقسمات الوجه، عن الاستنكار... حيناً آخر، لا، لم يلجأ أحدنا، أو كلانا إلى التمثيل أو التكاذب، بل استمرت العلاقة على نقائها وبراءتها. هذا ما جعلني أؤمن أن سعيها إلى "التطهر" سعي صادق. إقرأ المزيد