تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"ويستمر ينبش في تلافيف الماضي مثيراً الذكريات العائدة إلى فترة المراهقة الحزبية يوم كنا نؤمن إيماناً، ومنسياً بأن الثورة واقعة، عاجلاً أم آجلاً، وأن النصر بمتناول أيدينا مهما كثرت الصعاب ومهما عنف القمع والإرهاب، ما الذي يريده هذا الدقيق الأرعن مني؟ لماذا هذا الإصرار منه على إعادتي، رغماً عني، ...إلى ثورة الموت المجاني؟ إلا أنه لم يجب، بكلامه المنمق، على التساؤلات الموجعة التي أوهنت إيماني وكدّرت عقلي، وألقت بي على دروب النية".
يتخطى "جواد صيداوي" في مطاردته عتبات الحدث الظاهري، ليتمرس في انعكاساته الداخلية التي تضحي في لحظة من اللحظات هاجساً يضحي من خلاله إنسان غارق دوامة عذاب الضمير، مطارد ومطارد. يحيي الروائي أو يكاد بعضًا من أيام الحرب العرب اللبنانية، في محاولة لإبراز الجانب المأساوي الإنسان في تلك الحرب التي تبقى مجهولة الأسباب والأهداف.نبذة الناشر:وعندما اختفى أبو السعود عن الأنظار، وانسحب من ميليشيا الحزب عدد من الرفاق، منهم حسن حمود، ومحمود جبران، خطيب رانيا، والتحقوا بتنظيم طائفي أفرزته الحرب في جملة ما أفرزت من تنظيمات وعصابات، عمدت القيادة إلى التعتيم على الأمر برمته. وهكذا ذهب دم رانيا سمعان هدراً.
لماذا سكتُ عن ذلك يوم قبض عليَّ أبو عبس في المقهى وانهال عليَّ بسهام اللوم من كل جانب؟ "إن الوطن يا رفيق... إن الوطن يا رفيق...". اللعنة عليه وعلى الوطن معا. لقد فقدت حروف الوطن الخمسة، في يقين، حرارة التجاذب وقوة الإلتحام. بل إن كل حرف منها تشظى حروفاً عدةً وإذا قُدَّرَ لها أن تعود إلى حالتها الأولى عادت كالأغصان المتقصفة عن الشجرة دون أن تبين، فإذا هزتها الريح انثنت وتساقطت. كان ينبغي أن أُنهي الأمر منذ البداية بلد اللجوء إلى الخداع والكذب، والإنزلاق إلى ما تربأ نفسي الإنزلاق إليه. كان ينبغي... لأدع "كان" جانباً. ما مضى قد مضى. ها أنا أمام الحلّ الصائب، متأخراً...؟ لا بأس. إقرأ المزيد