السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة
(0)    
المرتبة: 7,254
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار العلم للملايين
نبذة نيل وفرات:في عشرين سنة امتدت من سنة 1892 إلى سنة 1912 ولد للأمة العربية سبعة من عباقرة الموسيقى والغناء، قلما يولد لأمم الأرض نظير لهم في مثل هذا الزمن القصير: سيد درويش، ومحمد القصبجي، وزكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، ورياض السنباطي، وأسمهان.
وفي ثلاثين سنة امتدت من سنة 1904 ...إلى سنة 1934، ظهرت في مصر مبتكرات تكنولوجية غربية أحدثت أثراً خطيراً في الموسيقى العربية، فدخل الفونوغراف ليحل محل الحفلات والمسارح وسيلة لنشر النتاج الموسيقي والغنائي، وتطورت صنعة المسرح الغنائي تمثلاً بالأوبرا الإيطالية التي أخذ المصريون يشاهدونها في مدنهم منذ عهد الخديو إسماعيل، ثم ظهر أول الأفلام المصرية سنة 1927، وأول الأفلام الغنائية سنة 1932، وسرعان ما ظهر الميكروفون، وتأسست الإذاعة المصرية سنة 1934، فأحدثت هذه المبتكرات تبدلات تعصى على محاولة الحصر، فغيرت كثيراً من ملامح الموسيقى والغناء العربيين في مصر، ثم في الوطن العربي، فاقتضى الفونوغراف أن تكون الأغنية سريعة قصيرة تستوعبها أسطوانة، فاختفت الوصلة الغنائية، وظهرت مكوناتها في أنواع غنائية مستقلة: الموال، والموشح، والدور. واقتضى المسرح الغنائي ابتكار المحاورات الغنائية، وظهور التعبير الوجداني والتمثيلي في الغناء. وعزز ظهور السينما الحاجة إلى ظهور التعبير والتمثيل والمحاورة في الموسيقى. وفرض الإيقاع السينمائي والمضمون الاجتماعي نفسيهما على ملحن الأغنية السينمائية. ثم استطاعت الإذاعة أن توسع انتشار الأغنية، وأحدثت أثراً معاكساً لأثر ظهور الأسطوانة، إذ يسرت الوصلات الإذاعية للأغنية الطويلة أن تعاود الظهور والازدهار. وفي أثناء هذه التطورات جميعاً كان السبعة الكبار يمسكون بأزمة الموسيقى والغناء العربيين، فيطورون الأنواع والأشكال، ويشقون سبلاً جديدة لزملائهم الموسيقيين والمغنين العرب.
وأول ما يخطر بالبال في صدد دراسة السبعة الكبار هو تساؤل منطقي: لماذا قصرت هذه الرسالة على سبعة من كبار موسيقيي العرب ومغنيهم، ولم تتناول ثمانية منهم أو عشرة، أو لم تقتصر على خمسة مثلاً؟ أفلا يستحق سلامة حجازي، أو كامل الخلعي، أو درويش الحريري، أو داود حسني، أو محمود الشريف، أو فريد الأطرش، أو محمد فوزي، أو غير هؤلاء، أن يدرج ضمن هذه الدراسة.
لقد كان ضرورياً أن تحصر الرسالة بعدد من الأعلام، وأن تختار. لكن هذا الاختيار كان ينبغي أن يتجنب الاعتباط واعتبارات المزاج الشخصي والاستنساب غير المؤسس. صحيح أن السبعة، هو رقم من تلك الأرقام التي يصنفونها سحرية، لكن هذا الأمر كان أبعد الأمور عن التأثير في الاختيار. ولم يكن التوقف عند السبعة الأوائل في الموسيقيين والمغنين، مجرد اكتفاء عند حد لا ملامح واضحة له. إن السبعة الكبار يشتركون في أمر، لا يشاركهن فيه الآخرون. فالموسيقى العربية قبلهم كانت شيئاً، وأصبحت معهم وبعدهم شيئاً آخر. وستتبين ملامح هذا التبدل بوضوح في الرسالة تباعاً.
إن المعيار الأول الذي اعتمد في اختيار السبعة الكبار دون غيرهم من الكبار المعاصرين، هو أن هؤلاء السبعة، هم الذين شقوا الروافد الأساسية التي تشكل منها نهر الموسيقى العربية المعاصرة. فالشيخ سيد درويش هو الذي وضع أسس التعبير المسرحي والتمثيلي في الموسيقى العربية، ومحمد القصبحي هو الذي وضع ملامح المونولوج الوجداني العربي وثبت أصوله الموسيقية، والشيخ زكريا أحمد هو الذي طور الدور الطقطوقة، ومحمد عبد الوهاب هو الذي طور القصيدة وأنشأ الموال في أغنية مستقلة، ووضع ملامح الأغنية السينمائية، والسنباطي هو الذي ثبت شكل الأغنية المسرحية وأضفى على الموسيقى العربية نفحة صوفية، وأن كلثوم هي التي عاندت أحكام الأسطوانة، ومددت عمر الأغنية المسرحية الطويلة فيما بدأ أن الحكم بزوالها قد صدر، وأسمهان هي التي زاوجت أساليب الغناء العربية ببعض أساليب الغرب، وأنشأت مفهوماً جديداً للغناء النسائي العربي امتد تأثيره حتى صار راسخ الأركان في التراث العربي المعاصر.
الأمر الذي يشترك فيه السبعة الكبار إذن، هو أنهم شقوا المسالك ورسموا السبل ووضعوا الأسس، فتبعهم الآخرون، وبنوا فوق أسسهم ونسجوا على منوالهم. فإذا درست القصيدة العربية فإن أحداً يكاد لا يعثر على جديد بعد تطوير عبد الوهاب لها.نبذة الناشر:ترجمة كاملة لحياة سيد درويش ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهّاب وأم كلثوم ورياض السنباطي وأسمهان، مع 9 جداول، تتضمن مسرحيات سيد درويش ويوم عرضها الأول، وأغنيات عبد الوهاب، وأغنيات أم كلثوم ويوم غناء كل أغنية أول مرة على المسرح، وغير ذلك من المعلومات المدققة. إقرأ المزيد