شرف ضائع (الحب والموت في الأردن)
(0)    
المرتبة: 65,862
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: قدمس للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الأردن مكان يضع فيه رجال يرتدون بذات عمل بلون الرمال، الهواتف النقالة على أذن، وبالأذن الأخرى يصغون إلى همسات القوانين العتيقة والقاسية الآتية من الصحراء، إنه مكان حيث تناقش ملكة الكون الشابة بفصاحة على شبكة السي أن أن. إن مسائل حقوق الإنسان، في الوقت الذي يقتلع فيه الأب من ...الطبقة الوسطى حنجرة ابنته من أجل أكثر الخروقات براءة، لمبادئ الشرق البدوية.
الأردن مكان للتناقضات والمعايير المزدوجة للرجال والنساء، لليبراليين منهم والمحافظين على السواء. إنه عصري في المظهر، وصحراء جبارة أزهرت واحاتها مدناً. تستمر الصحراء في امتدادها، وترى الشوارع ظمأى عارية من الأزهار، والأشجار، والخضرة باستثناء نباتات الكرمة التي قلّما تراها العين إلا في الفناءات الخاصة، كما تعكس الأبراج الزجاجية والفولاذية للمؤسسات التجارية الكبرى، ألوان الكثيبات السمراء الميالة إلى الاصفرار. في فيء تلك الشوارع، تعج المقاهي بدردشات أجهزة الكومبيوتر العالية التقنية، حيث يكتسي الشبان الصغار بالسترات المدبوغة ذات الأكمام المكشوطة والمصنوعة من الجينز، أما الكبار في السن فيرتدون الدشداشة، وهي قميص طويل كالرداء يصل إلى الكاحل ويرمز إلى ما تبقى من الصحراء، وتنظر النساء اللواتي أرخين الخمار على الوجوه بحسد إلى أخواتهن العصريات وهنّ يرتشفن قهوة الإسبرسو ويدخّن السجائر بسيقان نحيلة متصالبة تنكشف حتى الركبة.
وخلافاً لنهر الأردن الذي لم يعد يتدفق بقوة كما كان في سابق عهده، فقد انجرفت الصحراء ووصلت إلى الحدود. وكالرمال التي تغطي الشوارع بعد عاصفة رملية تنتهك القوانين البدوية على نحو دائم شوارع المدينة، فقد نفذت إلى جوارنا في عمان تلك المدينة المزدحمة المكتظة والمتشابكة المتراصة، كمخيم بدوي يملؤه سليلو القبائل الأصيلة القوانين البدائية والمتوحشة لهذه الصحراء الدائمة المناكدة لغرائز الرجال، أما عند كثير من النساء فالأردن سجن خانق محفوف بمخاطر الموت على أيدي المحبوبين. إنه بلدي وأحب جماله المقفر وامتداده في التاريخ. مع ذلك لن يكون من الآمن أن أعود إليه ثانية. هكذا تحدثت نورما خوري في مقدمة روايتها هذه شرف ضائع الذي رغم أسلوبه الروائي يحمل في ثناياه أخباراً مروّعة عن وضع المرأة في الأردن، عمليات رجم المرأة والتفاخر بذلك الإنجاز غير الإيماني عبر عرض عملية القتل على (الإنترنت)، وكذلك أخبار زواج الأطفال من كهلة، إضافة إلى ما تناقلته الأخبار عن العقاب المروّع بحق صبية من جزيرة العرب رفضت الزواج من رجل اختاره لها والدها حيث أنزل بها العقاب القبلي المتمثل في قيام ذكور العشيرة كلها، وعددهم يزيد عن المئة، بمضاجعتها، واحداً تلو الآخر، وعلى نحو علني في القرية.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمة حقيقة هي أن هذه الرواية، وما صاحبها من جدل وقت صدورها، قد أشعل النقاش فيما يسمى بجرائم الشرف وضرورة معاقبة المجرمين وقيام الحكومات العربية المعنية بممارسة دورها في حماية المجتمع من القاصرين عقلياً وأخلاقياً. إقرأ المزيد