سنن الصالحين وسنن العابدين
(0)    
المرتبة: 76,544
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:صاحب هذا الكتاب هو أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب ابن وارث الباجي، وأصل أجداده من بطليوس، ثم انتقلوا إلى مدينة باجة بالأندلس. ولد أبو الوليد الباجي سنة 403هـ، نشأ في أسرة علم وصلاح، كان أبوه عالماً، وأمه فقيهة، وجده لأمه فقيه، وخاله فقيه ومحدث، وإخوته ...صالحون مجاهدون، فلا غرابة أن يأخذ من علم هؤلاء جميعاً وصلاحهم، وأن يبرز في مختلف العلوم، حيث برع في علم الحديث وعلله ورحاله، والفقه وغوامضه وخلافه، وفي الكلام ومضايقه. ألّف الباجي في مختلف العلوم والفنون، وألّف في بعض العلوم أكثر من كتاب. فألّف في العقيدة، وفي الفقه وفي الأصول وفي التفسير وفي الحديث وفي علم الكلام وفي الفرق فرق الفقهاء وفي الزهد فكان كتابه "سنن الصالحين وسنن العابدين" وهو الكتاب الذي بين يدي القارئ وفوق ذلك كله، كان أبو الوليد شاعراً مجيداً، له النظم الرائق في المديح والرقائق والوعظ. وبعد حياة حافلة بالعلم، توفي أبو الوليد الباجي سنة أربع وسبعين وأربعمائة 474هـ في المرية.
وبالعودة إلى كتاب "سنن الصالحين وسنن العابدين" يجد القارئ بأنه كتاب شامل جامع في الأخلاق والمواعظ والآداب، أراد منه أن يكوّن مجموعة من الدروس العملية فيما يرمي إليه من تربيتها وتأديبها على فضائل الأخلاق والآداب، بعد أن فرغ من تعليمهما مختلف العلوم الشرعية، من خلال دروسه لها أو من خلال كتبه التي ألّفها. ويقول في أول كتابه هذا موضحاً مقصده من تأليفه ومنهجه فيه: "يا بنيَّ، وفقكن الله، فإني لما رأيت الوعظ في أدوية القلوب وآداب النفوس، وتقدم من تواليفي في الفقه والحديث والأصول والجدل وغير ذلك مما يتصل به من أبواب العلم، ما وجب أن نظرتما فيه أن تستعينا به على مرادي لكما، رأيت أن أجمع لكما كتاباً من هذا النوع، آمنة، بقوة الله، من كثير مما يقع فيه من ألف في هذا النوع من الانحراف عن مذاهب أهل العلم، والعُلوّ الخارج عن سبل أهل الحق، يكون فيه تنبيه على معان لا توجد في كتب الفقهاء، وتأديب بأخلاق من سلف من العلماء. وقدّمت في أوله أدعية استفتحتها بأدعية القرآن، ثم وصلت بذلك فضائل تنشط عند الفترة، ومواعظ تستجلب بها إلى القلوب الرقة، وتداوي بها من القسوة، وفصولاً ينتهي بها إلى التحقيق والتحرير، ويصرف بها عن القلق، وتمنع من التقصير". فأول ما شرطه المؤلف على نفسه ألا يعلم ولديه إلا العلم الموثوق به، وهو كذلك لا يريد أن يشوب كتابه هذا شيء من الغلو الخارج عن سبل أهل الحق، والذي تطفح به كثير من كتب الزهد والرقائق، ويجعل مصدره الأول في مادة كتابه القرآن الكريم، ثم يأتي على بعض الأحاديث النبوية الشريفة ويجعلها مصدراً أساساً يثري كتابه، ويشعر المؤلف أن آيات الكتاب الكريم، وأحاديث المصطفى (ص) إذا ما اقترن بهما من أقوال الصالحين وعمل المجتهدين ما يليق بها، ويكون منبهاً على معانيها، مفسراً لها، كانت النفوس إليه أميل، والأفهام إليه أسرع، فأتى بالكثير منها، ما بين حكمة وقول مأثور، وحكاية ذات عبرة، وأبيات من شعر فيه حكمة وعظة.
وقد التزم المؤلف هذا النهج في كتابه كله على الأغلب. هذا وقد أجاد المحقق في عمله فجعل همه الأكبر سلامة النص المنقول، فعمل على ضبط النصوص، مبيناً المعنى الناقص، ليعزو من ثم الآيات إلى سورها، مخرجاً الأحاديث النبوية من مظانها، معلقاً على بعض النصوص التي أوردها المصنف سواء أكانت مما ننقل أو من قوله. ولما كانت وصية المؤلف (وهو كتيب من تأليف أبو الوليد الباجي) ذات صلة بكتابه هذا، فقد رأى المحقق أنه من المناسب إلحاقها في نهاية الكتاب ليعمّ بها النفع، وتكثر الفائدة. إقرأ المزيد