تاريخ النشر: 01/11/2005
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"لم أقل كل شيء احتشاماً وجبناً، وتقديراً للمسؤولية". كشف جان دانيال، باعتباره متتبعاً ملتزماً منذ ما يناهز النصف قرن من الزمن، عمّا في ثنايا ذاكرته من أسرار، وهو صاحب الآلاف من الافتتاحيات الرئيسية، وصفحات لا تعد ولا تحصى من المفكرات، وصاحب عدة مؤلفات حول التاريخ المباشر والرجال الذين يصنعونه.
وحاول ...جدّيا، تأثراً بأحد الأساتذة، تبني هذا المبدأ الأفلاطوني الذي يفيد أن: "ينبغي الاندفاع نحو الحقيقة اندفاعة القلب, غير أن هذا البحث عن الحقيقة، وإن كان الموجه لحيات جان دانيال الشخصية والمهنية، فقد سمح له اختيار كيف يكابد صعوباتها وأخطارها طيلة مسيرته الاستثنائية. فقرر أن يخرق المبدأ الذي كتبه ألبير كاموا في أسطورة سيزيف والذي يفيد أن: "الرجال، رجال بما يكتمونه من أشياء، أكثر مما هم رجال بما يفصحون عنها. فهناك كثير منها سأخفيها".
وهذا الكتاب، مدعوماً بكتبه الأخرى، وعلى هامشها، هو بمثابة كاتالوج معقول لفنان في الصحافة. فنان، لماذا؟ لأن جان دانيال، عندما أسس مع كلود بردرييل في 1964، النوفيل أوبسرفاتور، خلق صحافة من طبيعة أخرى، حيث شكلت جمالية الكتابة مطلباً لا يلين أمام استسهال نمط الكتابة "المسيئة التخريبية"، وحيث السياسة والثقافة، التقليد والحداثة، الحدث والروحانية، ليست أبداً مسائل منفصلة عن بعضها البعض. وقد سطّر جاك جوليار هذا بقوله: "السمة المركزية لصحافته تكمن في أنها أدخلت إلى هذه المهنة من الضوابط ما لم يكن موجوداً حتى زمانه". من الفلسفة إلى الأنتروبولوجيا، ومن علم الاجتماع إلى التحليل النفسي، ومن التاريخ إلى الدين، فإن مجلة النوفيل أو بسرفاتور التي احتفلت بميلادها الأربعين في 2004، وهي الأسبوعية الأولى في الصحافة الفرنسية، تبقى صندوق الصدى للتيارات الفكرية كافة وللحركات المجتمعية كافة. وكمثال فريد، ما زال جان دانييل دائماً المعلم والمرجع.
وجان دانيال، هذا "الشهواني المتزمت" حسبما يصف نفسه، وهذا "المرشد للذكاء الفرنسي"، كما يصفه ريجيس دوبريه، إنما يستعرض في هذه الصفحات مسيرته المهنية الصحفية غير النمطية، وقدره الأكثر حميمية. إقرأ المزيد