تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مما لا شك فيه أن علماء الأقدمين خلفوا لنا ثروة علمية ضخمة في شتى العلوم والمعارف والفنون الدينية وغير الدينية على السواء... ولكن الكثير منها ما زال متوارياً عن الأنظار في زوايا المكتبات العامة والخاصة في الشرق والغرب، لا يهتدي إليه إلا القليلون الذين رزقوا ولعاً بالبحث والتنقيب... ومن ...هؤلاء القليلين الأستاذ "محمد بن الحسن السليماني الجزائري الذي وقف للعثور على نسخة خطية نادرة لهذا الكتاب الذي بين يدينا لمؤلفه أبي الحسن ابن العطار، فأقبل على دراسة الخطوط باهتمام وسعى إلى تحقيق وتوثيق متنه بإخراجه بصورة عصرية...
وتتضح مدى أهمية كتاب "أدب الخطيب" هذا إذا أخذنا في الاعتبار: أولاً: انه يعالج قضية حيوية تهم كل المسلمين على اختلاف الأوطان والديار في حياتهم الاجتماعية، بأسلوب واضح وعبارة مؤثرة بليغة تهز وجدان القارئ... ثانياً: أن المؤلفات في هذا الموضوع الهام الذي يتناوله –ألا وهو ما يلزم خطيب الجمعة من الآداب والأحكام الشرعية- نادرة جداً، لدرجة أن المؤلف زعم أنه أول من أفرد في الموضوع كتاباً... وهو لذلك جدير بأن يعد من الأعلاق النفيسة التي يحرص عليها المتعلقون بالتراث الإسلامي وذخائره. ثالثاً: أن مؤلفه له مكانة سامقة بين العلماء المجاهدين بالقلم، المهتمين بجوانب الإصلاح في المجتمع. رابعاً: أن منهجه في التأليف هو المنهج الإسلامي الأصيل الذي يتلخص في: الاعتماد على كتاب الله عز وجل، وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف الصالح، ومعرفة قيمة العقل والانتفاع به. خامساً: إن النسخة الخطية المعتمدة في قراءة الكتاب هي المخطوطة الوحيدة أو "اليتيمة" –كما وصفها المحقق- التي توجد في خزانة الفاتيكان بمدينة رومية (Roma) بالديار الإيطالية...
وتمشياً مع المنهج العلمي المعروف في التحقق والضبط، فقد قدّم المحقق للكتاب بمدخلين، تحدث في أحدهما عن المؤلف بشيء من التفصيل، فحقق زمان ولادته وعام وفاته، وأبرز ثقافته العلمية والأدبية والفقهية... الخ، مفصلاً الحديث عن أهم شيوخه وأشهر تلاميذه... وعرض لنشأته وتعليمه، ورحلاته إلى عواصم العالم بالكتب التي قرأها، والإجازات التي حصل عليها، والمناصل التي تقلّدها... ثم تطرّق بعد ذلك إلى مؤلفاته الأخرى –ما عدا "أدب الخطيب"- فعرّف بها واحداً واحداً وأشار إلى ما قد طبع منها ومن أين طبع، وما لا يزال مخطوطاً لغاية الآن وما صار مفقوداً...
وأما المدخل الثاني فقد تحدث فيه بإيجاز عن اسم الكتاب وصحة نسبته إلى المؤلف، وبواعث تأليفه، والمصدر التي استقيت منها مواده... كما تناول مضمون الكتاب بتحليل مختصر... وفي نهاية المطاف وصف المخطوطة التي اعتمد عليها، وعرف باختصار بمنهجه في القراءة والتعليق كما جرت بذلك عادة الباحثين والمحققين لكتب التراث... إقرأ المزيد