المنطق الإسلامي ؛ أصوله ومناهجه
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار البيان العربي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:العلم الحديث خلاصة تجارب... وعلينا أن ننفتح عليها. لكن قبل ذلك علينا أن نميز بين قشور التجارب ولبابها، بين المغزى الحقيقي للتجربة، وبين الإطار الذي وضع فيه هذا المغزى...
وهذه العملية الشاقة، ذات الأبعاد الثلاثة، هي المسؤولية الملقاة على كاهل رجال العلم اليوم، وبالطبع سيكون المنطق وسيلتهم الى التقييم السليم، ...سواء على صعيد القيم لفرزها عن تطبيقاتها الماضية، ولفصلها بالتالي عما لصقت بها من تقاليد بالية، أو على صعيد واقعية التشريع، أو على صعيد الانفتاح على مغزى التجارب إذ من دون المنطق السليم، كيف يتسنى لك استثمار عقلك، وتوجيه تفكيرك؟!
فإننا نخسر كثيراً بتخلفنا الذي دام أكثر من اللازم، وليس من المعقول الاستمرار فيه. ولكن، كيف نفتح أبواب الحضارة على أنفسنا؟.. فإن أية حضارة لا تبدأ إلا بتكامل عاملين: العقل والروح – الدماغ والقلب – الفكر والإرادة. وبالتالي العلم والإيمان.
والمنطق، هو وسيلة العقل... وبالرغم من أن العقل يأتي متأخراً عن الروح.. لأنه لولا الروح. لولا الارادة. لولا القلب الحي. والضمير اليقظ.. لولا الإيمان.. لا يتحرك العقل.. لأنه لا يجد حاجة في التحرك، لكن الايمان وحده لا يكفي. إنه كطائر بجناح واحد. كرجل يملك القوة... يملك الرجل واليد والنشاط، ولكنه لا يملك العين... إنه بالطبع لا يستطيع أن يتحرك...
وفي العالم الغربي تأخر العقل عن الروح. إلا انه قام بدور بارز فولا اندفاع "بيكون" الى هدم أصنام الماضي، ثم مناهج "ديكارت" في تقييم العقل، ثم مقولات "كانت"، ثم اكتشافات الرياضيين والمنطقيين وفي طليعتهم "لابينتس".. لما استطاع الغرب وضع قنوات تستوعب اندفاعه... ولكا تمكن بالتالي من صنع الحضارة الحديثة...
والمنطق يجب أن يدخل في كل حقل من حقول حياتنا ليوجهه الى حيث المصلحة الأكيدة، فابتداءً من إدارة البيت، وتربية الأولاد، ومروراً باختيار العمل المناسب، وانتهاءً بالاصلاح الاجتماعي... يجب أن نستلهم من المنطق الطريق الحكيمة... وحيث نحكّم العقل والمنطق السليم... يسهل علينا الاتحاد والتعاون، إذ أن كثيراً من الاختلافات تنشأ من الجهل بالمقياس السليم...
لهذه الاسباب اختار المؤلف الكتابة عن المنطق، ولقد أردت أن يكون الكتاب جامعاً، لكافة ما يرتبط بتوخي الصحيح وتجنب الخطأ. إقرأ المزيد