تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار البشير للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذه قصة امرأة تفارق الشباب، كتبتها امرأة في ريعان الشباب، قصة امرأة قضت عليها أوضاع المجتمع الحديث بالوحدة الموحشة، كتبتها امرأة أقبل عليها الجيل الجديد، ووهبها المجد، والثروة الطائلة في مثل لمح البصر!
"هل تحبين برامس.." إنه سؤال يلقيه على بطلة القصة صاحبها الفتى.. وليس سؤالاً توجهه كاتبة القصة إلى ...قارئها المجهول فهذه بول الرقيقة في التاسعة والثلاثين من عمرها، قد أصبحت أسيرة حريتها، بعد أن طلقت في نزق شبابها روجاً ثرياً فتياً من أرقى أهل المجتمع.. ومضت تبحث عن ينابيع السعادة الشخصية التي ظنت أن أغلال الزواج تعوقها عن ورودها، فماذا نالت؟ نالت نشوة عابرة، لم تكفها فاستعادتها مع أكثر من عاشق، ثم زهدت في ذلك، ولم تستغرقها إلا علاقة ربطتها برجل يناهز الأربعين، هو "روجيه" علاقة دامت الآن ست سنين، أخلصت له فيها الحب، دون أن تفلح في الاستئثار به!..
و"روجيه" هذا رجل قوي البنية، أناني، يحتاج إلى وفاء "بول" وحنانها، فيفزع إلى أحضانها كلما نغص عليه منغص. ولكنه سرعان ما يسلو، فيدعها وحدها، ويخرج ليجول ويصول في ليالي باريس، وإذا واتته المغامرة انصرف إلى هوى ماجن رخيص، وألغى مواعيده مع "بول"، متذرعاً حيالها بكثرة أعماله وضيق وقته! غير أنه لا يجد في متع المجون ما يروي غليله، فيثور به السخط على حياته المختلة المشتتة، ويشتد شوقه إلى "بول"، لا سيما وقد أقبل عليها فتى وسيم هام بها، وغدا يلازمها، وربما سلبه إياها.
وهذا الفتى "سيمون" لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، طلعت عليه "بول" بوجهها الرقيق العاني ذات صباح، فعرف الحب الغامر.. تلك العاطفة الدافقة التي تملأ المعجبات بحسنه، وعبثه بهذه أ, تلك عبث الشباب السادر، وتهربه من كل جد ومسؤولية. وحب "سيمون" لا يتعثر في التقاليد، فهو لا يلتفت لفارق السن بينه وبين "بول"، وإنما يسعد بالتجارب النادر بين نفس ونفس، ويريد أن يتزوج هذه المرأة لينتزعها من جهاد الرزق الذي تتجشمه في مجتمع خبيث، وليستكمل أركان سعادته الناقصة الطامحة المتلهفة.
ترى هل تفرح "بول" بهذا الحل الذي يخرجها من حياتها العرجاء إلى حياة مجزية موفورة؟ وهل تنتهر "فرانسواز ساجان" هذا الموقف السانح لتختم قصتها خاتمة طيبة، فيها تكافئ "بول" التي تعذبت، وتثيب "سيمون" الذي يصبو إلي المثل العليا، وتعاقب "روجيه" الغليظ على استجابته للشهوة وتخاذله عن الوفاء؟ إننا نتتبع الصراع الذي ينشب في قلب "بول" المستقلة، حتى نراها، تحت أحمال الماضي الزاخر بالشجون، ترزح إلى جانب ذلك الرجل.. الذي تعلم أنها لن تجده إلى جانبها... إقرأ المزيد