تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:وغداً هنا. تقف السفائن والدنى. في مَرفَأَيْ عينيك في شغف المنى، جاءت زوارقهم تعوم. وكنت أسبقهم أنا. الأفق كان مضرجاً، والموج كان ملوناً، والشمس كانت تصهر الذهب المعطّر في السنا. ومدى الرؤى كانت لنا مدن قرى مسحورة، دنيا غنى وشواطئ لم ترتعش أحلامها إلا بنا. وبكل مرشق نظرة درب، ...وصيف... منحنى. كنز يتمتم حولنا. كنا جناح فراشة لم يحترق عبر الضنا لم نبك في أحلامنا، لم نشك في ما بينا. أما الدموع، فلم تكن تعني لنا شيئاً، ولم تك تُقتنى. كنا نبعدها هنا وهناك أو في اللاّهنا. كانت لآلئ لم يكن فيها سنا. سنواتنا كانت أُرقُ. أهشَّ من أن تجتنى. قالت تحدث نفسها وتلوك أحلام المنى. دقات ساعته الكبيرة أبطأت.. فامضي بنا.
قصائد الشاعر قوافل عبارات، ومدائن خيالات، وساحات معانٍ واسترسالات، يطلقها الشاعر في لحظات شرود الوجدان إلى عالم مليء بالعواطف النقية الطاهرة. فتأتي سيالاته الشعرية شفافة عند أي موضوع طرقه، حيث تفاوتت قصائد هذه المجموعة الشعرية الكاملة لصفاء الحيدري ما بين الوطنية والقومية والوجدانية والعاطفية، تأتي سيالات الشاعر الشفافة لطيفة تتسلل بخفة إلى وجدان القارئ ولم تكن تلك السيالات لتتسلل إليه لولا تلك العاطفة الصادقة والعبارات الشفافة والموسيقى الشعرية الهادئة حيناً والمتسارعة الثائرة أحياناً أخرى، إلا أنها وفي كل حالاتها يبقى صداها داخل النفس متألقاً مع معانيها ليذهب معها القارئ إلى عالم شعري افتقده كثيراً. إقرأ المزيد