بين جوهر الإبداع ووحدة التحقق
(0)    
المرتبة: 98,913
تاريخ النشر: 01/09/2005
الناشر: الدار التقدمية
نبذة نيل وفرات:إذا أردت أن تعطي مضمون هذا المجلد عنواناً آخر، فماذا عساك تختار؟ أتقول فلسفة دينية؟ دينيات؟ لاهوت؟ أم ماذا؟ هذه العناوين تصح كلها، إلى هذا الحد أو ذاك، لكنها لا تفي بشروط العنوان الجامع المانع، ويبقى أنك بعد قراءة أولى وثانية لمجمل ما تضمنه هذا المجلد فإن أدق ما ...يمكن القول فيه هو أنه: بحث عن الحقيقة أو بحث في الحقيقة - من المقالة الأولى، أو كتابات مرحلة الشباب، وإلى المقالة الأخيرة هناك هاجس واحد هو: الحقيقة. كل البحث والتحليل والتركيب سعي نحو الحقيقة. كل القراءة الثاقبة في النصوص، وفي سطور النصوص، وفي خلال السطور، قراءة من أجل الحقيقة. كل الغايات والأغراض قد اختزلت في غاية وحيدة وأخيرة هي الحقيقة. وكل معايير الصدق والكذب، واليقين والشك قد انحلت إلى معيار واحد دون سواه هو معيار الحقيقة!
هذا الارتباط بين كمال جنبلاط والحقيقة يتجاوز ما هو عادي ومألوف ومكرور، ولن تجد له، على الأرجح شبيهاً أو قريناً إلا في ما ندر وفي الأزمنة الخوالي. هو ارتباط يبدأ ميلاً أو هوى، ثم يتجاوز الميل إلى المنطق، ثم يتجاوز المنطق ليغدو عاطفة وهياماً، بل عشقاً يستدعي بين الحين والحين عشق الأنبياء والرسل والقلة القليلة من الفلاسفة ومن الحكماء الأولياء الصالحين. ارتباط كمال جنبلاط بالحقيقة هو من هذا الجنس وفي هذا الباب، في ذروة ما يمكن أن يبلغه فكر، بل أن يبلغه انفعال وعاطفة وهوى. فالحقيقة هي العلة وهي الغاية. إقرأ المزيد