تاريخ النشر: 01/09/2005
الناشر: دار نعمان للثقافة
نبذة نيل وفرات:"طفولتان في عمر" عنوانٌ اختارته المؤلفة لهذه الصفحات النابضة إحساساً وشعوراً وعطاء. اختارته عن وعي لأنها اختبرت، كأمّ، المرحلة الأولى، مرحلة الطفولة السعيدة التي عاشها ابنُها طارق وشقيقاه في كنف الوالدين الساهرين، على تأمين كل ما يحتاج إليه الأولاد من رعاية وحنان وتثقيف ووسائل تربوية تؤهلهم للولوج في مجتمع ...الغد، مجتمع التواصل والعولمة والنبوغ.
أما المرحلة الثانية، مرحلة الطفولة الأصعب، فهي مرحلة العودة إلى الطفولة، بعد ريعان الشباب، مرحلة استعادة القوى بعد انحلال الجسم كلّه، مرحلة تكوين جديد وتأهيل، خارج الرحم، يتعاون فيه الوالدان، ولا سيما الأمّ، كي يولد الولد من جديد، بعد غيبوبة، بعد عطلٍ في الكيان وصل حدّ اللاشعور النهائي، بلغ نوعاً من الموات وكأنه لا عودة منه.
هنا، في مرحلة ما بعد المرض، يمنح الله تعالى الوالدين، ولا سيما الأم، القدرة على صنع "المعجزات"، القدرة على استعادة ما فُقد، وترميم ما انهدم، وتنشيط ما ذوى، بالمحبة، بالسهر، بالتفاني، باستنباط
الطرق الناجعة التي يعجز عنها الطبّ العادي.
الأم تراقب، تستشعر، تستلهم جوارحها الأمومية وحنانها الوالدي، فتستفيض في العطاء، في البذل، في الخدمة إلى أن يصبح اللاممكن ممكناً، واللامعقول معقولاً، وتحصل "المعجزة"!.
في عمرٍ لم يتعدّ بعد العقود الثلاثة، عاش طارق طفولته الطبيعية الأولى، حرّاً طليقاً سعيداً؛ وقيض له أن يعيش "طفولة" ثانية، أسير عوامل الطبيعة الإنسانية السريعة العطب، تخطاها بفضل مودّة شقيقيه، ولا سيما بفضل بطولة أب معطاء محب، وأم أفاضت على ابنها كل ما يمتلكه قلب الأم من حنان وتدبير ومثابرة.
فكان هذا الكتاب شهادة ورسالة ودعوة إلى كل من يمتحنه الدهر، فيُظهر أنه يمتلك، كإنسان، ما يكفي ليأتي، هو أيضاً، بالعجائب. إقرأ المزيد