تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"قانون التأويل" هو كتاب للقاضي أبي بكر بن عربي، ويعد هذا الإمام في طليعة العلماء الذين أخذوا من كل فن بسهم وافر، ولم يقف بنفسه عند حدّ المعرفة والتعليم، بل اقتحم ميدان التأليف الموفق، فكان من نخبة الكتاب المجيدين، بل من أغزرهم مادة، وأطولهم باعاً، وأمضاهم سليقة، وأحضرهم بياناً، ...متجراً في الفقه وأصوله، بصيراً بعلم الكلام، خبيراً بمشكلاته، متصرفاً في دقائقه.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي هو واحد من علماء المسلمين الذي كانت له المؤلفات المتميزة، والتي تركت بصماتها الواضحة في علوم الدين والدنيا، فقد صنف في الحديث والفقه والأصول والتفسير والأدب والتاريخ، كان أبوه من علماء الوزراء، تخرج بالإمام الغزالي، وانتفع به كثيراً، وكان يعرف قدره، فهو الذي أطلق عليه عالم العلماء، كما أشار إلى ذلك في كتابه "قانون التأويل" والذي يعتبر من أهم مؤلفاته، وهو يتناول القواعد المنهجية لطلاب العلوم الشرعية. ويمتاز الكتاب بالعلم الغزير، والبيان الأصيل، الذي يشوق القلوب، ويستولي على الأفئدة، ويملأ النفوس بالإعجاب.,
فلقد لجأ هذا الإمام العظيم إلى إقامة ميزان عدل صحيح كما عرفه من دينه الحنيف، خدمة للعلم وطلابه، يتحصنون به، إذا ما حصلوه كل وجهه، من الخطأ في الفهم، كلما فاضوا في تفسير النصوص الشرعية، أو تعاطوا تأويلها. ولا شك أن طالب العلم إذا أغفل مثل هذه الموازين الحقة، والقوانين المضبوطة، لم يكد يسلم من هجنة التقصير وسوء التأويل.
وقد اشتمل الكتاب على حوالي نيف وخمسين عنواناً بما في ذلك خطبة الكتاب وخاتمته. أما الخطبة فصدرها بذكر الأسباب التي دعته إلى وضع قانون التأويل، ثم شرع في ذكر مرحلة طلبه للعلم في الأندلس وخارجها، ثم من بعد الانتهاء من عرض رحلته إلى المشرق واتصاله بالعلماء والساسة. ينتقل إلى الغرض الثاني من الكتاب وهو المخصص للتوحيد، لأنه هو المطلوب الأول من العلم، وبه يعرف الله سبحانه وتعالى. وبدأ في هذا القسم بمعرفة النفس، وذكر المرآة لأنها تعكس كل ما يقع عليها، ولها اتصال بالنفس الإنسانية من حيث تجلي الصور فيها، وتجلي الحقائق للنفس بما تلقي إليها الحواس من المعاني، وذكر حقيقة النوم، وتحدث عن المثل "وهو باب في التأويل عظيم، وقانون إلى المعرفة مستقيم" وذات الله سبحانه منزهة عن الأمثال، وقدم أنموذجاً لتفسير الآية 39 من سورة النور على القانون، ثم اعتذر للعلماء في عدولهم عن أدلة المنقول إلى أدلة العقول، ثم تعرض للباطن من علوم القرآن وحذر ما وقع فيه الباطنية من سخافات وكفر بواح، وتطرق إلى الحروف المقطعة في أوائل السور واعتبرها من علم الباطن. وقسم ابن العربي، على عادته في باقي كتبه، علوم القرآن إلى ثلاثة أقسام: توحيد، أحكام، تذكير، ونبّه على كل ما يدخل في كل قسم من هذه الأقسام، وأتى بآيات ركب عليها هذا التقسيم كتطبيق لما ذهب إليه، ثم بعد ذلك تحدث عن نظريته التربوية المشهورة. وهكذا يخلص ابن العربي إلى أن يوصي طلابه بالتقيد بالسنة الصحيحة.
ويمكن القول إن القارئ لكتاب ابن العربي هذا يرى بأنه وبهيئته يمثل بناء عضوياً متكامل الأجزاء، يفضي كل قسم منه إلى الذي يليه، وقد تخير المواضيع المهمة في نظره، فأوردها على نحو يتلاءم مع الصورة التي رسمها، والموضوع المتشعب الذي تناوله بالتحليل. إقرأ المزيد