ورد ورماح قراءات في البطولة
(0)    
المرتبة: 78,536
تاريخ النشر: 01/07/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:إنه زمن آخر عتيق، وبهي ونبيل، يحاول الكاتب إلقاء الضوء عليه في محاولة لقراءة صفحات من صفحات البطولة فيه. قراءته الأولى في معركة مؤته التي ظلت روحها ممتدة في الفتوحات، لتحول المعركة إلى قيمة استراتيجية في تاريخنا، وقاتل الناس من الأندلس حتى الصين، وهم يحبون الموت كما يحب أعداءهم ...الحياة.
وعلى كثرة شواهد امتداد الروح بعد مؤته اختار الكاتب ثلاثة أمثلة: أولها من معركة "ملاذكرد"، يوم صمد السلطان ألب أرسلان في جيشه الذي لم يزد على خمسة عشر ألف مقاتل في وجه جيش أرمانوس ملك الروم المؤلف من مئتي ألف مقاتل. وثانيها من أخبار عروج باشا 1518 وهو يواجه غزو الإسبان لمدينة تلمسان بيد واحدة، ويقاتل مع أصحابه بروح تنتمي إلى مؤته. وثالثها فعل فتى من مصر اسمه محمد عبيد سنة 1882، حين صمد في وجه الغزاة الإنكليز في معركة "التل الكبير".
إنها مؤته القراءة الأولى والمحاضرة الأولى له في مجموع هذه المحاضرات والتي ألهمته هذه القراءة في التاريخ.. إنها مؤته.. المكان، والمعركة، والأمراء القادة، والمشهد، والأضرحة، وورد الجنوب، وزمان الصدام الأول الخطير. وأما قراءته الثانية أو المحاضرة الثانية في البطولة فهي تلك القراءة على ضريح جعفر بن أبي طالب ساكن المزار المطل على ساحة معركة مؤته. والقراءة الثالثة أو المحاضرة الثالثة كانت في صلاح الدين الأيوبي البطل في صورة إنسان. وعنوان هذه المحاضرة متصل بكتاب مهم ومعروف هو "كتاب الأبطال" لمؤلفه توماس كارلايل، وقد رسم فيه ملامح للنماذج العالية في البطولة اختار لكل منها صورة تمثلها وهي: البطل في صورة إله (أو دين). البطل في صورة رسول (محمد بن عبد الله). البطل في صورة شاعر (دانتي، شكسبير). البطل في صورة قسيس (لوثر، نوكس). البطل في صورة كاتب (جونسون، روسو، بارنز). البطل في صورة ملك (رومل، نابليون).
وقبس من مؤته أوحى أيضاً بقراءة في البطولات رابعة فكانت المحاضرة الرابعة بوحي من صفحات يوم الكرامة العظيم، حيث جعل آخر صور الاستشهاد والجعفرية فيه صورة من يوم الكرامة، وهي للشهيد الملازم خضر شكري يعقوب، حين نادى على الجهاز: "طوق العدو موقعي. ارموا موقعي حالاً. حققت الشهادة في سبيل الله، والله أكبر".نبذة الناشر:البطولة تضحية، وقدرة إنسانية على التحمل، وطاقة وجدانية خاصة، كل ذلك في إطار الإيمان العميق بأن الحياة تستحق الدفاع عنها، ولكنها أيضاً طريق للخلود.
والبطولة ليست حرباً وسيوفاً فقط، بل هي واقعة في أي باب من أبواب الصفات الأخلاقية مثل الصدق، والنخوة، والوفاء، فكيف إذا اجتمعت وأخذت صفة المروءة التي هي مجمع الصفات في البطل الإنساني الذي لا تعصب في روحه، ولا نزعة للقتل تحكمه، ولا حقد يأكل داخله... إنه مع الحق، وكل مسعىً في السلم والحرب يحكمه الحق لا الباطل، وقد يلتبس المفهومان في السياسة إلا عند من كانت رؤيته واضحة، وثقافته مبصرة. إقرأ المزيد